وعن أَبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قَالَ: جَاءتِ امْرأةٌ إِلَى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رسولَ الله، ذَهبَ الرِّجَالُ بِحَدِيثكَ، فَاجْعَلْ لَنَا مِنْ نَفْسِكَ يَوْماً نَأتِيكَ فِيهِ تُعَلِّمُنَا مِمَّا عَلَّمَكَ اللهُ، قَالَ: اجْتَمِعْنَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا فَاجْتَمَعْنَ، فَأَتَاهُنَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فَعَلَّمَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَهُ اللهُ، ثُمَّ قَالَ: مَا مِنْكُنَّ مِنِ امْرَأةٍ تُقَدِّمُ ثَلاَثَةً مِنَ الوَلَدِ إِلاَّ كَانُوا لَهَا حِجَاباً مِنَ النَّارِ فقالتِ امْرَأةٌ: وَاثْنَينِ؟ فَقَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: وَاثْنَيْنِ.[1] متفقٌ عَلَيْهِ.
باب البكاء والخوف عِنْدَ المرور بقبور الظالمين ومصارعهم وإظهار الافتقار إِلَى اللّٰه تَعَالَى والتحذير من الغفلة عن ذلك
عن ابن عمرَ رضي الله عنهما، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ لأصْحَابِهِ يعْني لَمَّا وَصَلُوا الحِجْرَ دِيَارَ ثَمُودَ: لاَ تَدْخُلُوا عَلَى هَؤُلاَءِ المُعَذَّبِينَ[2] إِلاَّ أنْ تَكُونُوا بَاكِينَ، فَإنْ لَمْ تَكُونُوا بَاكِينَ، فَلاَ تَدْخُلُوا عَلَيْهِمْ، لاَ يُصِيبُكُمْ مَا أصَابَهُمْ.[3] متفقٌ عَلَيْهِ.
وفي روايةٍ قَالَ: لَمَّا مَرَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بِالحِجْرِ، قَالَ: لاَ تَدْخُلُوا مَسَاكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أنْفُسَهُمْ، أنْ يُصِيبَكُمْ مَا أصَابَهُمْ، إِلاَّ أنْ تَكُونُوا بَاكِينَ ثُمَّ قَنَّع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، رَأسَهُ وأسْرَعَ السَّيْرَ حَتَّى أجَازَ الوَادِي.
[1] إفادات: فيه سؤال النساء عن أمر دينهن وجواز كلامهن مع الرجال في ذلك وفيما لهن الحاجة إليه وفيه جواز الوعد. قال المهلب وغيره فيه دليل على أنّ أولاد المسلمين في الجنة لأنّ الله سبحانه إذا أدخل الآباء الجنة بفضل رحمته للأبناء فالأبناء أولى بالرحمة. (عمدة القاري)
[2] بفتح الذال المعجمة يعني ديار هؤلاء وهم أصحاب الحِجر قوم ثمود وهؤلاء قوم صالح عليه السلام والحجر بكسر الحاء وسكون الجيم بلد بين الشام والحجاز. (عمدة القاري)
[3] إفادات: وفيه المنع من المقام بها والاستيطان وفيه الإسراع عن المرور بديار المعذبين كما فعل رسول الله في وادي محسر؛ لأنّ أصحاب الفيل هلكوا هناك وفيه أمرهم بالبكاء لأنه ينشأ عن التفكر في مثل ذلك. (عمدة القاري)