عنوان الكتاب: كتاب الآداب من رياض الصالحين

رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ اللهَ جَعَلَنِي عَبْداً كَريماً، وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً عَنِيداً[1] ثُمَّ قَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: كُلُوا مِنْ حَوَالَيْهَا، وَدَعُوا ذِرْوَتَها[2] يُبَارَكْ فِيهَا.[3] رواه أَبُوداود بإسنادٍ جيد.

"ذِرْوَتها": أعْلاَهَا بكسر الذال وضمها.

باب كراهية الأكل متكئاً

عن أَبي جُحَيْفَةَ وَهْبِ بن عبد الله رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: لاَ آكُلُ مُتَّكِئاً.[4] رواه البخاري.

قَالَ الخَطَّابِيُّ: المُتَّكئُ هُنَا هُوَ الجالِسُ مُعْتَمِداً عَلَى وِطَاءٍ تحته، قَالَ: وأرادَ أنَّهُ لا يَقْعُدُ عَلَى الوِطَاءِ وَالوَسَائِدِ كَفِعْل مَنْ يُريدُ الإكْثَارَ مِنَ الطَّعَام، بل يَقْعُدُ مُسْتَوفِزاً[5] لاَ مُسْتَوطِئاً، وَيَأكُلُ بُلْغَةً. هَذَا كلامُ الخَطَّابيِّ، وأشارَ غَيْرُهُ إِلَى أنَّ الْمُتَّكِئَ هُوَ المائِلُ عَلَى جَنْبِه. والله أعلم.

    وعن أنس رضي الله عنه، قَالَ: رَأَيْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم جَالِساً مُقْعِياً يَأكُلُ تَمْراً. رواه مسلم.

"المُقْعِي": هُوَ الَّذِي يُلْصِقُ أَلْيَتَيْهِ بالأرض وَيَنْصِبُ سَاقَيْهِ.


 



[1]  أي متواضعا سخيا، وهذه الجلسة أقرب إلى التواضع وأنا عبد والتواضع بالعبد أليق، قال الطيبي أي هذه جلسة تواضع لا حقارة ولذلك وصف عبدا بقوله كريما اه. ومفهومه أنه لا يرضى بمثل هذه الجلسة أهل الجهل والتكبر. (مرقاة)

[2]     أي اتركوا أعلاها ووسطها ندبا لا وجوبا. (فيض القدير)

[3]          فإنكم إذا فعلتم ذلك يبارك فيها، وليس المراد ترك الأكل من الأعلى والوسط بل إنه يـبدأ بالأكل من حواليها حتى ينتهي إلى الوسط فيأكل ثم يلحسها فإنها تستغفر له. (فيض القدير)

[4]     متمكنا معتمدا على وطاء تحتي أو مائلا إلى أحد شقي، فيكره الأكل حال الاتكاء تنزيها لا تحريما. (التيسير)

[5]     أي غير مطمئن للجلوس. (دليل الفالحين)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

122