عنوان الكتاب: كتاب الآداب من رياض الصالحين

عليه وسلم، وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ في الصَّحْفَةِ،[1] فَقَالَ لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: يَا غُلامُ، سَمِّ اللهَ تَعَالَى، وَكُلْ بِيَمينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ. متفقٌ عَلَيْهِ.

قَوْله: "تَطِيشُ" بكسرِ الطاء وبعدها ياءٌ مثناة من تَحْت، معناه: تتحرك وتمتد إِلَى نَوَاحِي الصَّحْفَةِ.

وعن سلمةَ بن الأَكْوَع رضي الله عنه، أنَّ رَجُلاً أَكَلَ عِنْدَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم بِشِمَالِهِ، فَقَالَ: كُلْ بِيَمِينِكَ، قَالَ: لا أسْتَطِيعُ. قَالَ: لاَ اسْتَطَعْتَ! مَا مَنَعَهُ إِلاَّ الكِبْرُ! فَمَا رَفَعَهَا إِلَى فِيهِ.[2] رواه مسلم.

باب النّهي عن القِرَانِ بين تمرتين ونحوهما إِذَا أكل جماعة إِلاَّ بإذن رفقته

عن جَبَلَة بن سُحَيْم، قَالَ: أصَابَنَا عَامُ سَنَةٍ مَعَ ابن الزُّبَيْرِ، فَرُزِقْنَا تَمْراً، وَكَانَ عبدُ الله بن عمر رضي الله عنهما يَمُرُّ بنا ونحن نَأكُلُ، فَيقُولُ: لاَ تُقَارِنُوا، فإنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عنِ القِرَانِ،[3] ثُمَّ يَقُولُ: إِلاَّ أنْ يَسْتَأذِنَ الرَّجُلُ أخَاهُ.[4] متفقٌ عَلَيْهِ.


 



[1]     والصحفة ما يشبع خمسة والقصعة ما يشبع عشرة. (عمدة القاري)

[2]     إفادات: التسمية على الطعام سنة مؤكدة، وفيه أنّ الأكل ممايليه من أدب الطعام إلا أن يكون الطعام ألوانًا مختلفة فلا بأس من أيها شاء، وفيه أنّ السنة الأكل باليمين. (ابن بطال) جواز الدعاء على من خالف الحكم الشرعى بلا عذر وفيه الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فى كل حال حتى فى حال الأكل، واستحباب تعليم الآكل آداب الأكل إذا خالفه. (نووي)

[3]   وهو أن يقرن بين التمرتين في الأكل. (النهاية) النهى عن القران فى التمر عند العلماء من باب حسن الأدب فى الأكل؛ لأنّ القوم الذين وضع بين أيديهم التمر كالمتساوين فى أكله، فإذا استأثر أحدهم بأكثر من صاحبه لم يحمد له ذلك. (ابن بطال)

[4]     لأجل ما فيه من الغبن ولأنّ ملكهم فيه سواء. (عمدة القاري)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

122