وعن أسماء بنتِ يزيد رضي الله عنها، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مَرَّ في المَسْجدِ يَوْماً، وَعُصْبَةٌ مِنَ النِّسَاءِ قُعُودٌ، فَألْوَى بِيَدِهِ بالتسْلِيمِ. رواه الترمذي، وقال: حديث حسن.
وهذا محمول عَلَى أنَّه صلى الله عليه وسلم، جَمَعَ بَيْنَ اللَّفْظِ وَالإشَارَةِ، وَيُؤَيِّدُهُ أنَّ في رِوَايةِ أَبي داود: "فَسَلَّمَ عَلَيْنَا".
وعن أَبي جُرَيٍّ الهُجَيْمِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلتُ: عَلَيْكَ السَّلامُ يَا رسول الله، قَالَ: لاَ تَقُلْ عَلَيْكَ السَّلامُ؛ فإنَّ عَلَيْكَ السَّلاَمُ تَحِيَّةُ المَوتَى. رواه أَبُو داود والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح، وَقَدْ سبق بِطُولِهِ.
عن أَبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ عَلَى المَاشِي، وَالمَاشِي عَلَى القَاعِدِ، وَالقَليلُ عَلَى الكَثِيرِ.[1] متفقٌ عَلَيْهِ.
وفي رواية للبخاري: والصغيرُ عَلَى الكَبيرِ.
وعن أَبي أُمَامَة صُدَيِّ بن عجلان الباهِلي رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ أَوْلى النَّاسِ بِاللهِ مَنْ بَدَأهُمْ بِالسَّلامِ. رواه أَبُو داود بإسنادٍ جيدٍ.
ورواه الترمذي عن أَبي أُمَامَةَ رضي الله عنه، قِيلَ: يَا رسول الله، الرَّجُلانِ يَلْتَقِيَانِ أَيُّهُمَا يَبْدَأُ بِالسَّلاَمِ؟، قَالَ: أَوْلاهُمَا بِاللهِ تَعَالَى. قَالَ الترمذي: هَذَا حديث حسن.
[1] هذا أدب من آداب السلام، واعلم أنّ ابتداء السلام سنة وردّه واجب، فإن كان المسلِّم جماعة فهو سنة كفاية فى حقهم إذا سلم بعضهم حصلت سنة السلام فى حق جميعهم فإن كان المسلَّم عليه واحدا تعين عليه الرد وإن كانوا جماعة كان الرد فرض كفاية فى حقهم فإذا رد واحد منهم سقط الحرج عن الباقين والأفضل أن يبتدئ الجميع بالسلام وأن يرد الجميع. (نووي)