باب استحباب إعادة السلام عَلَى من تكرر لقاؤه عَلَى قرب بأن دخل ثم خرج ثُمَّ دخل في الحال، أَو حال بينهما شجرة ونحوهما
عن أَبي هريرة رضي الله عنه في حديثِ المسِيءِ صلاته: أنّه جَاءَ فَصَلَّى، ثُمَّ جَاءَ إِلَى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلاَمَ، فَقَالَ: ارْجِعْ فَصَلِّ فَإنَّكَ لَمْ تُصَلِّ فَرَجَعَ فَصَلَّى، ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ. متفقٌ عَلَيْهِ.
وعنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: إِذَا لَقِيَ أَحَدُكُمْ أخَاهُ فَلْيُسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَإنْ حَالَتْ بَيْنَهُمَا شَجَرَةٌ، أَوْ جِدَارٌ، أَوْ حَجَرٌ، ثُمَّ لَقِيَهُ، فَلْيُسَلِّمْ عَلَيْهِ.[1] رواه أَبُو داود.
باب استحباب السلام إِذَا دخل بيته
قَالَ الله تَعَالَى: ﴿ فَإِذَا دَخَلۡتُم بُيُوتٗا فَسَلِّمُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِكُمۡ تَحِيَّةٗ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ مُبَٰرَكَةٗ طَيِّبَةٗۚ﴾ [النور: ٦١].
وعن أنسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يَا بُنَيَّ، إِذَا دَخَلْتَ عَلَى أهْلِكَ، فَسَلِّمْ، يَكُنْ بَرَكَةً عَلَيْكَ وعلى أهْلِ بَيْتِكَ. رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
عن أنس رضي الله عنه، أنَّهُ مَرَّ عَلَى صِبْيَانٍ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ[2]، وقال: كَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُهُ[3]. متفقٌ عَلَيْهِ.
[1] ندباً، وإن تكرر عن قرب، قال الطيبي: فيه حث على السلام وإن تكرر عند كل تغير حال ولكل جاء وغاد. (فيض القدير)
[2] لو كان الصبي وضيئًا يخشى من السلام عليه الفتنة فلا يشرع، ولو سلم على صبي لم يجب عليه الرد؛ لأنّ الصبي ليس من أهل الفرض، ولو سلم على جماعة فيهم صبي فردّ دونهم لم يسقط الفرض عنهم، ولو سلم الصبي على البالغ وجب عليه الرد. (إرشاد الساري)
[3] سلام النبى (صلى الله عليه وسلم) على الصبيان من خلقه العظيم، وأدبه الشريف وتواضعه عليه السلام، وفيه تدريب لهم على تعليم السنن، ورياضة لهم على آدابه الشريعة ليبلغوا حد التكليف وهم متأدبون بأدب الإسلام، وقد كان عليه السلام يمازح الصبيان ويداعبهم ليقتدى به فى ذلك، فما فعل شيئًا وإن صغير إلاّ ليسن لأمته الإقتداء به والإقتداء لأثره، وفى ممازحته للصبيان تذليل النفس على التواضع ونفى التكبر عنها. (ابن بطال)