عنوان الكتاب: كتاب الآداب من رياض الصالحين

وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: كَانَ كَلاَمُ رسول الله صلى الله عليه وسلم كَلاماً فَصْلاً[1] يَفْهَمُهُ كُلُّ مَنْ يَسْمَعُهُ.[2] رواه أَبُو داود.[3]

باب إصغاء الجليس لحديث جليسه الذي ليس بحرام واستنصات العالم والواعظ حاضري مجلسه

عن جرير بن عبدِ اللهِ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في حَجَّةِ الْوَدَاعِ[4]: اسْتَنْصِتِ النَّاسَ[5] ثُمَّ قَالَ: لاَ تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفّاراً يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ[6]. متفقٌ عَلَيْهِ.

بابُ الوَعظ والاقتصاد فِيهِ

قَالَ الله تَعَالَى: ﴿ ٱدۡعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلۡحِكۡمَةِ وَٱلۡمَوۡعِظَةِ ٱلۡحَسَنَةِۖ﴾ [النحل:١٢٥].


 



[1]     أي بينا ظاهرا. (نزهة المتقين)

[2]     لظهوره وتفاصيل حروفه وكلماته. (فيض القدير)

[3]     إفادات: تكرار السلام والكلام عند خشية عدم السماع أو الفهم أمر مندوب. (نزهة المتقين) وجه الثلاث في التسليم أن يقال: معناه كان عليه الصلاة والسلام إذا أتى على قوم سلم عليهم تسليمة الاستئذان وإذا دخل سلم تسليمة التحية ثم إذا قام من المجلس سلم تسليمة الوداع وهذه التسليمات كلها مسنونة وكان النبي عليه الصلاة والسلام يواظب عليها ولا يزيد عليها في هذه السنة على الأقسام. (عمدة القاري)

[4]     سميت بذلك لأن النبى صلى الله عليه وسلم ودع الناس فيها وعلمهم فى خطبته فيها أمر دينهم وأوصاهم بتبليغ الشرع فيها إلى من غاب عنها. (نووي)

[5]     معناه مرهم بالانصات ليسمعوا هذه الامور المهمة والقواعد التى سأقررها لكم وأحملكموها. (نووي)

[6]     إفادات: قال ابن مالك: "رجع" هنا استعمل استعمال "صار" معنى وعملا أي لا تصيروا بعدي كفارا فعلى هذا "كفارا" منصوب؛ لأنه خبر لا ترجعوا أي لا تصيروا. وقال المظهري: يعني إذا فارقت الدنيا فاثبتوا بعدي على ما أنتم عليه من الإيمان والتقوى ولا تحاربوا المسلمين ولا تأخذوا أموالهم بالباطل. وقال محيي السنة: أي لا تكن أفعالكم شبيهة بأفعال الكفار في ضرب رقاب المسلمين. (عمدة القاري)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

122