عنوان الكتاب: كتاب الآداب من رياض الصالحين

هَذَا؟ فَقُلتُ: أَنَا، فَقَالَ: أنَا، أنَا! كَأنَّهُ كَرِهَهَا.[1] متفقٌ عَلَيْهِ.

باب استحباب تشميت العاطس إِذَا حمد اللّٰه تَعَالَى وكراهة تشميته إذا لَمْ يحمد اللّٰه تَعَالَى وبيان آداب التشميت والعطاس والتثاؤب

عن أَبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: إنَّ الله يُحِبُّ العُطَاسَ[2] وَيَكْرَهُ التَّثَاؤُبَ[3] فَإذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ وَحَمِدَ الله تَعَالَى[4] كَانَ حَقّاً عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ[5] سَمِعَهُ[6] أنْ يَقُولَ لَهُ: يَرْحَمُكَ اللهُ، وَأَمَّا التَّثَاؤُبُ فَإنَّمَا هُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإذَا تَثَاءبَ أحَدُكُمْ فَلْيَرُدَّهُ مَا

اسْتَطَاعَ، فَإنَّ أحَدَكُمْ إِذَا تَثَاءبَ ضَحِكَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ.[7] رواه البخاري.


 



[1]     إفادات: قال العلماء: إذا استأذن فقيل له: من أنت؟ أو من هذا؟ كره أن يقول: أنا؛ لهذا الحديث؛ ولأنه لم يحصل بقوله: "أنا" فائدة ولا زيادة، بل الإبهام باقٍ، بل ينبغي أن يقول: فلان باسمه، وإن قال: أنا فلان فلا بأس، ولا بأس بقوله: أنا أبو فلان، أو القاضي فلان، أو الشيخ فلان إذا لم يحصل التعريف بالاسم لخفائه. (نووي)

[2]   يعني الذي لا ينشأ من الزكام؛ لأنه المأمور فيه بالتحميد والتشميت ويحتمل التعميم كذا قاله بعضهم، قلت: ظاهره التعميم لكن خرج منه الذي يعطس أكثر من ثلاث مرات. (عمدة القاري) لأنه سبب خفة الدماغ وصفاء القوى الإدراكية فيحمل صاحبه على الطاعة. (مرقاة المفاتيح)

[3]   لأنه يمنع صاحبه عن النشاط في الطاعة ويوجب الغفلة ولذا يفرح به الشيطان وهو المعنى في ضحكه الآتي.

[4]   قال الحليمي: الحكمة في مشروعية الحمد للعاطس أنّ العطاس يدفع الأذى من الدماغ الذي فيه قوة الفكر ومنه ينشأ الأعصاب التي هو معدن الحس وبسلامته تسلم الأعضاء فهو نعمة جليلة يناسب أن تقابل بالحمد. (مرقاة)

[5]   فيه إيذان بأنّ التشميت فرض عين وإليه ذهب بعض، والأكثرون على أنه فرض كفاية، وهو لا ينافي الحديث؛ لأن المراد به أنه يجب على كل أحد لكن يسقط بفعل البعض لدليل آخر أو بالقياس على رد السلام. (مرقاة)

[6]   صفة لمسلم احترازا من حال عدم سماعه فإنه حينئذ لا يتوجه عليه الأمر وكذلك حكم السلام وسائر فروض الكفاية من عيادة المريض وتجهيز الميت وصلاة الجنازة ونحوها، وفي "شرح السنة" فيه دليل على أنه ينبغي أن يرفع صوته بالتحميد حتى يسمع من عنده ويستحق التشميت. (مرقاة المفاتيح)

[7]   قال القاضي: التثاؤب بالهمز التنفس الذي يفتح عنه الفم وهو إنما ينشأ من الامتلاء وثقل النفس وكدورة الحواس ويورث الغفلة والكسل وسوء الفهم؛ ولذا كرهه الله وأحبه الشيطان وضحك منه، والعطاس لما كان سببا لخفة

    الدماغ واستفراغ الفضلات عنه وصفاء الروح وتقوية الحواس كان أمره بالعكس. (مرقاة المفاتيح)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

122