عنوان الكتاب: كتاب الآداب من رياض الصالحين

سَمَّى لَكَفَاكُمْ.[1] رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.

وعن أَبي أُمَامَة رضي الله عنه، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا رَفَعَ مَائِدَتَهُ، قَالَ: الْحَمْدُ للهِ حَمداً كَثِيراً طَيِّباً مُبَاركاً فِيهِ، غَيْرَ مَكْفِيٍّ،[2] وَلاَ مُوَدَّعٍ[3] وَلاَ مُسْتَغْنَىً عَنْهُ رَبَّنَا. رواه البخاري.

وعن معاذِ بن أنسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ أكَلَ طَعَامَاً، فَقال: الحَمْدُ للهِ الَّذِي أطْعَمَنِي هَذَا، وَرَزَقنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلاَ قُوَّةٍ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ. رواه أَبُو داود والترمذي، وقال: حديث حسن.

باب لا يَعيبُ الطّعام واستحباب مَدحه

وعن أَبي هُريرة رضي الله عنه، قَالَ: مَا عَابَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم طَعَاماً[4] قَطُّ إن اشْتَهَاهُ أكَلَهُ، وَإنْ كَرِهَهُ تَرَكَهُ.[5] متفقٌ عَلَيْهِ.

وعن جابر رضي الله عنه، أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم سَأَلَ أهْلَهُ الأُدْمَ، فقالوا: مَا عِنْدَنَا إِلاَّ خَلٌّ، فَدَعَا بِهِ، فَجَعَلَ يَأكُلُ، ويقول: نِعْمَ الأُدْمُ الخَلُّ، نِعْمَ الأُدْمُ الخَلُّ.[6] رواه مسلم.


 



[1]   أي معه بأن يبارك فيه فتأكلون ويأكل ويكفي الجميع لكن بترك التسمية عليه نزعت منه البركة حتى أكل في لقمتين. (دليل الفالحين)

[2]     أي نحمد حمدا لا نكتفي به بل نعود إليه مرة بعد أخرى ولا نتركه ولا نستغني عنه. (فيض القدير)

[3]     أي غير متروك فيعرض عنه. (فيض القدير)

[4]     أي مباحا أما الحرام فكان يعيـبه ويذمه وينهى عنه. (فتح الباري)

[5]     هذا من آداب الطعام المتأكدة، وعيب الطعام كقوله مالح، قليل الملح، حامض، رقيق، غليظ، غير ناضج ونحو ذلك.

[6]     إفادات: هذا من حسن الأدب على الله تعالى لأنه إذا عاب المرء ما كرهه من الطعام فقد رد على الله رزقه. وقد يكره بعض الناس من الطعام ما لا يكرهه غيره، ونعم الله تعالى لا تعاب وإنما يجب الشكر عليها، والحمد لله لأجلها؛ لأنه لا يجب لنا عليه شىء منها، بل هو متفضل فى إعطائه عادل فى منعه. (ابن بطال) وقيل: إن كان التعييب من جهة الخلقة فهو لا يجوز لأنّ خلقة الله لا تعاب وإن كان من جهة صنعة الآدميين لم يكره. (عمدة القاري) وفيه استحباب الحديث على الأكل تأنيسا للآكلين. (نووي)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

122