عن أَبي إبراهيم، ويقال: أَبُو محمد، ويقال: أَبُو معاوية عبد اللهِ بن أَبي أوفى رضي الله عنه، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بَشَّرَ خَدِيجَةَ رضي اللهُ عنها ببَيْتٍ في الجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لاَ صَخَبَ فِيهِ، وَلاَ نَصَبَ.[1] متفقٌ عَلَيْهِ.
"القَصَبُ": هُنَا اللُّؤْلُؤُ الْمُجَوَّفُ. وَ"الصَّخَبُ": الصِّياحُ وَاللَّغَطُ. وَ"النَّصَبُ": التَّعَبُ.
وعن أَبي موسى الأشعري رضي الله عنه، أَنَّهُ تَوَضَّأ في بَيْتِهِ ثُمَّ خَرَجَ، فَقَالَ: لأَلْزَمَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وَلأَكُونَنَّ مَعَهُ يَوْمِي هَذَا، فَجَاءَ الْمَسْجِدَ، فَسَألَ عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: وجَّهَ هاهُنَا، قَالَ: فَخَرَجْتُ عَلَى أثَرِهِ أسْألُ عَنْهُ، حَتَّى دَخَلَ بِئْرَ أريسٍ، فَجَلَسْتُ عِندَ البَابِ حتَّى قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجتهُ وتوضأ، فقمتُ إليهِ، فإذا هو قد جلسَ على بئرِ أريسٍ[2] وتوَسَّطَ قُفَّهَا،[3] وكشَفَ عنْ ساقيهِ ودلاّهُما في البئرِ، فسلمتُ عَليهِ ثمَّ انصَرَفتُ، فجلستُ عِندَ البابِ، فَقُلْتُ: لأَكُونَنَّ بَوَّابَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْيَوْمَ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه فَدَفَعَ الْبَابَ، فقلتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: أَبُو بَكْرٍ، فقُلتُ: عَلَى رِسْلِكَ،[4] ثُمَّ ذَهبْتُ، فقلتُ: يَا رسول الله، هَذَا أَبُو بَكْرٍ يَستَأْذِنُ، فَقَالَ: ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ فَأقْبَلْتُ حَتَّى قُلْتُ لأَبي بَكْرٍ: ادْخُلْ وَرسول الله صلى الله عليه وسلم يُبَشِّرُكَ بِالجَنَّةِ، فَدَخَلَ أَبُو بَكرٍ
[1] ومعنى نفي الصخب والنصب أنه ما من بيت في الدنيا يجتمع فيه أهله إلاّ كان بينهم صخب وجلبة وإلاّ كان في بنائه وإصلاحه نصب وتعب فأخبر أنّ قصور أهل الجنة بخلاف ذلك ليس فيها شيء من الآفات التي تعتري أهل الدنيا. (عمدة القاري)
[2] وهو بستان بالمدينة معروف قريب من قبا، وفي هذا البئر سقط خاتم النبي من إصبع عثمان رضي الله تعالى عنه. (عمدة القاري)
[3] بضم القاف وهو حافة البئر وأصله الغليظ المرتفع من الارض. (نووي)
[4] بكسر الراء وفتحها لغتان الكسر أشهر ومعناه تمهل وتأن. (نووي)