وسلم رَحِيماً رَفيقاً، فَظَنَّ أنّا قد اشْتَقْنَا أهْلَنَا، فَسَألَنَا عَمَّنْ تَرَكْنَا مِنْ أهْلِنَا، فَأخْبَرْنَاهُ، فَقَالَ: ارْجِعُوا إِلَى أهْلِيكُمْ، فَأقِيمُوا فِيهمْ، وَعَلِّمُوهُم وَمُرُوهُمْ، وَصَلُّوا صَلاَةَ كَذَا فِي حِيْنِ كَذَا، وَصَلُّوا كَذَا في حِيْنِ كَذَا، فَإذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أحَدُكُمْ وَلْيَؤُمَّكُمْ أكْبَرُكُمْ. متفقٌ عَلَيْهِ.
زاد البخاري في رواية لَهُ: وَصَلُّوا كَمَا رَأيْتُمُونِي أُصَلِّي.
وَقَوْلُه: "رحِيماً رَفِيقاً" رُوِيَ بِفاءٍ وقافٍ، وَرُوِيَ بقافينِ.
وعن عمرَ بن الخطاب رضي الله عنه، قَالَ: اسْتأذَنْتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم في العُمْرَةِ، فَأذِنَ، وقال: لاَ تَنْسَانَا يَا أُخَيَّ[1] مِنْ دُعَائِكَ فقالَ كَلِمَةً ما يَسُرُّنِي أنَّ لِي بِهَا الدُّنْيَا.
وفي رواية قَالَ: أشْرِكْنَا يَا أُخَيَّ في دُعَائِكَ. رواه أَبُو داود والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.
وعن سالم بنِ عبدِ الله بنِ عمر، أنَّ عبدَ اللهِ بن عُمَرَ رضي الله عنهما، كَانَ يَقُولُ للرَّجُلِ إِذَا أرَادَ سَفَراً: ادْنُ مِنِّي حَتَّى أُوَدِّعَكَ كَمَا كَانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُوَدِّعُنَا، فَيَقُولُ: أَسْتَوْدِعُ اللهَ دِينَكَ،[2] وَأمَانَتَكَ، وَخَواتِيمَ عَمَلِكَ.[3] رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.
وعن عبدِ الله بن يزيدَ الخطْمِيِّ الصحابيِّ رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إِذَا أرَادَ أنْ يُوَدِّعَ الجَيشَ، قَالَ: أسْتَوْدِعُ اللهَ دِينَكُمْ، وَأمَانَتَكُمْ، وَخَواتِيمَ أعْمَالِكُمْ. حديث صحيح، رواه أَبُو داود وغيره بإسناد صحيح.
[1] بصيغة التصغير وهو تصغير تلطف وتعطف لا تحقير. (مرقاة المفاتيح)
[2] أي استحفظ واطلب منه حفظ دينك والدين شامل للإيمان والاستسلام وتوابعهما فإبقاؤه على حاله أولى من تفسيره بالإيمان لأن السفر لمشقته وخوفه قد يصير سببا لإهمال بعض أمور الدين. (مرقاة المفاتيح)
[3] الأظهر أن المراد به حسن الخاتمة؛ لأنّ المدار عليها في أمر الآخرة وإنّ التقصير فيما قبلها مجبور بحسنها. (مرقاة المفاتيح)