عنوان الكتاب: كتاب الآداب من رياض الصالحين

وَهُوَ بالأبْطَحِ[1] في قُبَّةٍ لَهُ حَمْرَاءَ مِنْ أَدمِ، فَخَرَجَ بِلاَلٌ بِوَضُوئِهِ،[2] فَمِنْ نَاضِحٍ وَنَائِلٍ،[3] فَخَرَجَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وعليه حُلَّةٌ حَمْرَاءُ[4]، كَأنِّي أنْظُرُ إِلَى بَيَاضِ سَاقَيْهِ، فَتَوَضّأ[5] وَأذَّنَ بِلاَلٌ، فَجَعَلْتُ أتَتَبَّعُ فَاهُ هاهُنَا وَهَاهُنَا، يقولُ يَمِيناً وَشِمَالاً: حَيَّ عَلَى الصَّلاَةِ، حَيَّ عَلَى الفَلاَحِ، ثُمَّ رُكِزَتْ لَهُ عَنَزَةٌ،[6] فَتَقَدَّمَ فَصَلَّى يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ الْكَلْبُ وَالْحِمَارُ لاَ يُمْنَعُ.[7] متفقٌ عَلَيْهِ.[8]

"العنَزة" بفتح النون: نحو العُكازَة.

وعن أَبي رمْثَة رفَاعَةَ التَّيْمِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وعليه ثوبانِ أخْضَرَان.[9] رواه أَبُو داود والترمذي بإسناد صحيح.

وعن جابر رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دَخَلَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاء. رواه مسلم.


 



[1]   هو الموضع المعروف على باب مكة ويقال لها البطحاء أيضا. (نووي) ويقال إنه إلى منى أقرب وهو المحصب وهو خيف بني كنانة وزعم بعضهم أنه ذو طوى وليس كذلك. (عمدة القاري)

[2]   بفتح الواو وهو الماء الذي يتوضأ به. (عمدة القاري)

[3]   معناه فمنهم من ينال منه شيئا ومنهم من ينضح عليه غيره شيئا مما ناله ويرش عليه بللا مما حصل له. (نووي) للتبرك لكونه مسّ جسده الشريف. (إرشاد الساري)

[4]   أي فيها خطوط حمر ولعلها كانت من البرود اليمانية. (مرقاة المفاتيح)

[5]   فيه تقديم وتأخير، تقديره فتوضأ فمن نائل بعد ذلك وناضح تبركاً بآثاره صلى الله عليه وسلم. (نووي)

[6]   وهو مثل نصف الرمح أو أكبر شيئا وفيها سنان مثل سنان الرمح والعكازة قريب منها. (عمدة القاري)

[7]   معناه يمر الحمار والكلب وراء السترة وقدامها إلى القبلة. (نووي)

[8]     إفادات: فيه التبرك بآثار الصالحين واستعمال فضل طهورهم وطعامهم وشرابهم ولباسهم، وفيه أنّ الساق ليست بعورة، وهذا مجمع عليه، وفيه أنه يسن للمؤذن الإلتفات في الحيعلتين يمينا وشمالا برأسه وعنقه. (نووي)

[9]   أي مصبوغان بلون الخضرة وهو أكثر لباس أهل الجنة كما ورد به الأخبار، ذكره ميرك. (مرقاة المفاتيح)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

122