يُحِبُّ الفُحْشَ وَلاَ التَّفَحُّش.[1] رواه أَبُو داود بإسنادٍ حسنٍ، إِلاَّ قيس بن بشر فاختلفوا في توثِيقِهِ وَتَضْعِيفِهِ، وَقَدْ روى لَهُ مسلم.[2]
وعن أَبي سعيد الخدريِّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: إزْرَةُ المُسْلِمِ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ،[3] وَلاَ حَرَجَ أَوْ لاَ جُنَاحَ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الكَعْبَيْنِ، فمَا كَانَ أسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ فَهُوَ في النَّارِ، وَمَنْ جَرَّ إزَارَهُ بَطَراً لَمْ يَنْظُرِ اللهُ إِلَيْهِ. رواه أَبُو داود بإسنادٍ صحيحٍ.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما، قَالَ: مررتُ عَلَى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وفي إزَارِي استرخاءٌ، فَقَالَ: يَا عَبدَ اللهِ، ارْفَعْ إزَارَكَ فَرَفَعْتُهُ ثُمَّ قَالَ: زِدْ فَزِدْتُ، فَمَا زِلْتُ أتَحَرَّاهَا بَعْدُ. فَقَالَ بَعْضُ القَوْم: إِلَى أينَ؟ فَقَالَ: إِلَى أنْصَافِ السَّاقَيْنِ. رواه مسلم.
[1] إفادات: فيه جواز قول الإنسان ذلك حال الحرب والتعريف بنفسه بذكر اسمه أو نسبه أو شهرته إذا كان بطلاً شجاعاً ليرهب عدوّه، فيه حثّ على قول أنا فلان في الحرب إذا كان مشهوراً بالشجاعة قاصداً بذلك إرهاب الكفرة وإخافتهم لا الفخر والخيلاء، وفيه أن إطالة الجمة وإسبال الإزار تدافع المدح وتمانع الرفعة الدينية لأنّ ذلك منهي عنه على سبيل الحرمة تارة والكراهة أخرى، وفيه الاستكثار من العلم والاستفادة من العالم، وفيه تحسين المرء ثوبه وكذا بدنه لملاقاة إخوانه ورؤية أعينهم؛ فإنّ رؤيتهم تمتد إلى الظواهر دون البواطن، حذراً من ذمهم ولومهم واسترواحاً إلى توقيرهم واحترامهم فإنّ ذلك مطلوب في الشريعة. (دليل الفالحين) فيه كما في "المطامح" ندب تحسين الهيئة وترجيل الشعر وإصلاح اللباس والمحافظة على النظافة والتجمل وإصلاح الحال وأن ذلك من صفات الكمال ولا ينافي الزهد بكل حال. (فيض القدير)
[2] قيس بن بشر عن أبيه لا يعرفان، قال أبو حاتم: ما أرى بحديثه بأساً، وذكره ابن حبان في "الثقات". (ميزان الاعتدال)
[3] فالمستحب نصف الساقين والجائز بلا كراهة ما تحته إلى الكعبين فما نزل عن الكعبين فهو ممنوع، فإن كان للخيلاء فهو ممنوع منع تحريم وإلاّ فمنع تنزيه، وأما الأحاديث المطلقة بأنّ ما تحت الكعبين فى النار فالمراد بها ما كان للخيلاء لأنه مطلق فوجب حمله على المقيد. والله أعلم. (نووي)