أن لا يكون مساويا بين المذكر والمؤنث كـ ½جريح¼ والرابع أن لا يكون اسم تفضيل مستعملا بـ½من¼ نحو: ½الصلوة خير من النوم¼ والخامس أن لا يكون مختصا بالمؤنث نحو: ½الامرأة حائض¼ وقد انتفت ههنا الخمسة بأسرها. (وضع) الوضع في اللغة جعل الشيء في حيز وبالفارسية: ½نهادن¼, وفي الاصطلاح تعيين شيء بإزاء شيء بحيث متى أطلق أو أحس الأول فهم منه الثاني, فإن قلت يخرج عن هذا التعريف وضع الحرف لأنه لا يفهم معناه عند إطلاقه بدون ضم ضميمة, قلنا المراد بالإطلاق الاستعمال في المقاصد, واستعمال الحرف في المقاصد لا يكون إلا مع ضم ضميمة, وإذا استعمل كذلك لفهم معناه (لمعنى) المعنى في الاصطلاح: ما يراد بشيء مطابقة أو ضمنا أو تبعا فيشمل المعنى المطابقي والتضمني والالتزامي, وسواء كانت الإرادة بواسطة الوضع أو لا فيدخل فيه المدلول الطبعي والعقلي, ولفظ ½معنى¼ إما ½مَفْعَل¼ اسم مكان أو مصدر ميمي وعلى كلا التقديرين هو بمعنى المفعول أي المقصود, ولما كان المعنى مأخوذا في الوضع كان ذكره بعد الوضع مبنيا على تجريده عنه كما أن ذكر الليل بعد الإسراء في قوله تعالى ﴿سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلٗا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ﴾ [بني إسرائيل:١] مبني على تجريد الإسراء عن معنى الليل, والنكتة في تجريد الوضع عن المعنى كشف الاحتراز بكل من جزئي الوضع. (مفرد) إما بالجر على أنه صفة لـ½معنى¼ والمعنى المفرد ما لا يقصد دلالة جزء لفظه على جزئه كمعنى ½زيد¼ و½عبد الله¼ علما, أو بالرفع على أنه صفة ½لفظ¼ واللفظ المفرد ما لا يقصد بجزئه الدلالة على جزء معناه كلفظ ½زيد¼ و½عبد الله¼ علما, فبينهما تلازم أي كلما كان اللفظ مفردا كان المعنى مفردا وبالعكس, أو بالنصب على أنه حال من المستكن في ½وضع¼ أو من ½معنى¼ لأنه مفعول به بواسطة اللام, أما وجوب تقديم الحال على صاحب الحال النكرة فهو إذا لم يكن مجرورا, فإن كان مجرورا فممتنع عند أكثر البصريين سواء كان مجرورا بالإضافة أو مجرورا بحرف الجركما فيما نحن فيه, ثم قول المصنف: ½لفظ¼ يشمل المعرَّف وغيره, وقوله: ½وضع¼ احتراز عن المهملات والمحرَّفات والأصوات والألفاظ الدالة بالطبع والعقل فقط إذ لم يتعلق بها وضع وتخصيص أصلا, وقوله: ½لمعنى¼ احتراز عن حروف الهجاء إذ وضعها لغرض التركيب لا بإزاء المعنى, وقوله: ½مفرد¼ احتراز عن المركبات سواء كانت كلامية كـ ½زيد قائم¼ و½ضرب زيد¼ أو غير كلامية كـ½غلام زيد¼ و½رجل صالح¼ و½الرجل¼ و½قائمة¼ و½بصري¼, وبقي مثل ½عبد الله¼ علما داخلا فيه مع أنه معرب بإعرابين, ولو أخرجه بقوله: ½لفظة¼ وأدخل مثل ½الرجل¼ مما يعدّ لشدة الامتزاج لفظة واحدة ويعرب بإعراب واحد بترك قيد الإفراد لكان أنسب, ولما فرغ من تعريف الكلمة شرع في بيان تقسيمها وانحصارها في الأنواع الثلاثة فقال: (وهي) أي: الكلمة (اسم