والجمع ظاهرة في المثنّى والمجموع غالباً فلا احتياج إلى إلحاقها بالفعل, بخلاف علامة التأنيث فإنها ليست كذلك؛ لأن التأنيث قد يكون معنويًّا نحو ½زينب¼, وقد يكون سماعيًّا نحو ½شمس¼, فمسّت الحاجة إلى إلحاق علامته, وأمّا ما وقع في التنزيل العزيز من قوله تعالى﴿ وَأَسَرُّواْ ٱلنَّجۡوَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ ﴾ [الأنبياء:٣] وقوله تعالى ﴿ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٞ مِّنۡهُمۡۚ﴾ [المائدة:٧١] وما وقع في الحديث الصحيح ½يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل والنهار¼ فمحمول على الإبدال, ولمّا فرغ من تاء التأنيث شرع في التنوين فقال (التنوين) وهو في اللغة: جعل الشيء ذا نون, يقال ½نوّنته¼ أي: ½أدخلته نوناً¼, وفي الاصطلاح (نون ساكنة) هذا شامل لنون ½مِنْ¼ و½لَدُنْ¼ و½لَمْ يَكُنْ¼ وأمثالِها (تتبع حركة الآخر) أي: تجيء تبعاً لحركة آخر الكلمة كنون ½زيد¼ و½قائمة¼ و½بصري¼ و½يد¼ و½قاض¼, فخرج به النونات المذكورة؛ لأنها ليست بتابعة لحركة آخر الكلمة بل هي نفس الآخر (لا لتأكيد الفعل) احتراز عن نون التأكيد الخفيفة نحو ½لَيَضْرِبَنْ¼ (وهو) أي: التنوين (للتمكّن) وهو ما يدلّ على كون الاسم متمكّناً ومنصرفاً نحو ½زيد¼ و½بكر¼ (و) لـ(التنكير) وهو ما يدلّ على كون الاسم نكرة نحو ½رجلٍ¼ و½صهٍ¼ معناه: ½اسكت سكوتاً مّا في وقت مّا¼, بخلاف ½صَهْ¼ فإن معناه: ½اسكت الآن¼ (و) لـ(العوض) وهو ماجيء به بدلاً من المضاف إليه المحذوف نحو ½يومئذ¼, أصله ½يوم إذ كان كذا¼ وكذلك ½حينئذ¼ و½عامئذ¼ و½ساعتئذ¼, ونحو ½جاءني القوم فأكرمتُ كلاًّ¼ أي: كلَّ واحد منهم, وكقوله تعالى ﴿تِلۡكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖ﴾ [البقرة:٢٥٣] أي: على بعضهم (و) لـ(المقابَلة) وهو ما يجيء في جمع المؤنث السالم مقابلاً لنون جمع المذكر السالم نحو ½مسلمات¼؛ فإن الألف فيه مقابل الواو والتنوين مقابل النون (و) لـ(الترنّم) وهو ما يلحق القافية المطلقة أو المقيّدة كقول الشاعر ÷ أَقِلِّي اللَوْمَ عَاذِلُ وَالْعِتَابَنْ ÷ وَقُوْلِيْ إِنْ أَصَبْتُ لَقَدْ أَصَابَنْ ÷ وكقوله ÷ وَقَاتِمِ الأَعْمَاقِ خَاوِي الْمُخْتَرِقنْ ÷ واعلم أنّ القافية المطلقة ما كان رويّها متحركاً مستتبعاً بإشباع حركته ألفاً أو ياءً أو واواً, وتسمّى هذه الحروف ½حروف الإطلاق¼, ولحوق النون بهذه القافية إنما يكون بإبدال حرف الإطلاق بالنون, والقافية المقيّدة ما كان رويّها حرفاً ساكناً سواء كان صحيحاً أو غير صحيح, ويلحق النون بهذه القافية بعد تحريك الساكن بالفتح أو الكسر فتدبّر (ويحذف) التنوين وجوباً (من العَلَم) حال كون العَلَم (موصوفاً بـ½ابن¼) حال كون الابن (مضافاً إلى