عنوان الكتاب: الكافية مع شرحه الناجية

فإن كان مطلقا فالعمل للفعل وإن كان بدلا منه فوجهان اسم الفاعل ما اشتق  من فعل لمن قام به بمعنى الحدوث وصيغته من الثلاثي المجرد على ½فاعل¼ ومن غيره على صيغة المضارع بميم

ٱلۡجَهۡرَ بِٱلسُّوٓءِ مِنَ ٱلۡقَوۡلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ﴾ [النساء:١٤٨] (فإن كان) المصدر مفعولاً (مطلقاً) ولم يكن بدلاً من الفعل بأن حذف فعله لزوماً وأقيم هو مقامه, والفاء نتيجة التقييد بقوله ½إذا لم يكن مفعولاً مطلقاً¼ (فالعمل للفعل) لا للمصدر سواء كان الفعل مذكوراً نحو ½أكرمت إكراماً زيداً¼, أو محذوفاً جوازاً نحو ½ضرباً زيداً¼ في جوابِ ½مَن ضربتَ؟¼ فـ½زيداً¼ في المثالين منصوب بـ½أكرمت¼ المذكور و½ضربت¼ المحذوف, ولا يجوز أن يكون منصوباً بـ½إكراماً¼ و½ضرباً¼ (وإن كان) المصدر مفعولاً مطلقاً وكان (بدلاً منه) أي: من الفعل بأن حذف الفعل وجوباً وأقيم مقامه نحو ½سقياً له¼ و½حمداً لك¼ (فـ) يجوز فيه (وجهان) أحدهما أن يكون العمل للفعل المحذوف؛ لأنه الأصل في العمل, والثاني أن يكون العملُ للمصدر؛ لأنه نائب عن الفعل المقدر, ولما فرغ من المصدر شرع في اسم الفاعل فقال (اسم الفاعل ما) أي: اسم (اشتق من فعل) أي: من حدث, وهو المصدر, وإنما قال ½من فعل¼ ولم يقل ½من مصدر¼ إشارةً إلى جريان الاصطلاح على أنّ اشتقاق الصفات من المصدر بواسطة الفعل (لمن قام) متعلِّق بـ½اشتق¼ بتضمين معنى الوضع, أي: حال كون ذلك الاسم موضوعاً لمن قام الفعل (به) وفيه احتراز عن ما عدا الصفة المشبهة من أسماء المفعول والظرف والآلة والتفضيل؛ لأنها أسماء مشتقة لا لمن قام به الفعل (بمعنى الحدوث) متعلِّق بـ½قام¼, والمراد بالحدوث أن يكون قيام الفعل به مقيداً بأحد الأزمنة الثلاثة, وفيه احتراز عن الصفة المشبهة؛ لأنها لمن قام به الفعل بمعنى الثبوت, أي: قيامها غير مقيد بأحد الأزمنة, وكما يخرج اسم التفضيل بقوله ½لمن قام به¼؛ لأنه لمن قام به مع الزيادة كذلك يخرج به صيغ المبالغة؛ لأنها أيضاً كذلك, ولكن لا ضير في ذلك؛ لأن اسم الفاعل غيرُها كما قال ابن مالك في شرح التسهيل, وعليه يدل حصرُ المصـ اسمَ الفاعل فيما حصر, وجعلُ أحكام صيغ المبالغة مثلَ أحكام اسم الفاعل (وصيغته) أي: صيغة اسم الفاعل (من) الفعل (الثلاثي المجرد على) وزن (½فاعل¼) كـ½ضارب¼ و½واق¼ و½آكل¼ و½قائل¼ و½فارّ¼, وهذا هو القياس, وقد يجيء على ½مُفْعِل¼ نحو ½حَبَّ يَحُبُّ فهو مُحِبٌّ¼ فلا يقال ½حَابّ¼, وقد تجيء على ½مِفْعَل¼ بكسر الميم وفتح العين نحو ½عَمَّ الرجلُ بمعروفه فهو مِعَمٌّ¼ (و) صيغته (من غيره) أي: من غير الثلاثي المجرد, من الثلاثي المزيد فيه والرباعي المجرد والمزيد فيه والملحق بهما (على صيغة المضارع) المعروف (بميم) الباء بمعنى ½مع¼ والجار والمجرور


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

257