عنوان الكتاب: الكافية مع شرحه الناجية

ومنها المبتدأ والخبر فالمبتدأ هو الاسم المجرد عن العوامل اللفظية مسندا إليه أو الصفة الواقعة بعد حرف النفي أو ألف

لاشتراكهما في العامل المعنوي وهو التجريد عن العوامل اللفظية للإسناد أي: لإسناده إلى شيء أو إسناد شيء إليه, فقال (ومنها) عطف على قوله ½منه الفاعل¼ أي: ومن المرفوعات (المبتدأ والخبر) وفي بعض النسخ ½ومنه المبتدأ والخبر¼ وهو على قياس ½فمنه الفاعل¼ (فالمبتدأ) الفاء للتفصيل (هو) فصل (الاسم) المراد بالاسم ما يقابل الفعل والحرف, ثم الاسم أعم من أن يكون لفظًا أي: بلا تأويل نحو ½زيد قائم¼, أو تقديرًا أي: تأويلاً كما في قوله تعالى ﴿ وَأَن تَصُومُواْ خَيۡرٞ لَّكُمۡ﴾ [البقرة:١٨٤] فإنه في تأويل ½صيامكم خير لكم¼ وكقول الشاعر ÷ تسمع بالمُعَيديّ خير من أن تراه ÷ وستعرف قَدْرَه إن فتح فاه ÷ فإنه في تقدير ½سماعك بالمعيدي إلخ¼ (المجرد عن العوامل اللفظية) هذه العبارة وإن كانت ظاهرة في سلب العموم؛ لأن التجريد سلب الوجود معنى, وسلب الكل يوجب سلب العموم كما في قولنا ½لم يقم كل إنسان¼, فيصدق التعريف على اسم لم يوجد معه بعض العوامل وإن وجد البعض, لكنّ المراد هاهنا هو عموم السلب؛ إمّا لأن اللام في ½العوامل¼ أبطلت معنى الجمعية فصار الجنس منفياً, وسلب الجنس عموم السلب لا سلب العموم, أو لأن سلب العموم وإن كان أعم من عموم السلب لكن المراد هو هذا بقرينة شهرة أنه لا يوجد في المبتدأ عامل لفظي, فمعنى العبارة أن المبتدأ اسم لا يوجد فيه عامل لفظي أصلاً, ثم إطلاق التجريد هاهنا من قبيل إطلاق التضييق والتصغير والتكبير في قولك ½ضيِّقْ فمَ البير¼ و½سبحان الذي صغّر جسم البعوضة وكبّر جسم الفيل¼ أي: من قبيل تنزيل ممكن الموجود ومحتمله منزلة الموجود, أو قوله ½المجرد¼ من قبيل ذكر الملزوم وإرادة اللازم, فإن التجريد عن العوامل ملزوم ولازمه الخلو عنها (مسندًا إليه) حال من الضمير في ½المجرد¼ الراجع إلى الاسم, ثم قوله ½الاسم¼ شامل لجميع الأسماء من معمولات النواسخ والقسمين من المبتدأ وخبرِ المبتدأ, وقوله ½المجرد عن العوامل اللفظية¼ احتراز عن جميع معمولات النواسخ, وقوله ½مسندًا إليه¼ احتراز عن خبر المبتدأ, وعن القسم الثاني من المبتدأ الخارج عن هذا القسم (أو الصفة الواقعة) عطف على قوله ½الاسم¼, و½أو¼ للانفصال الحقيقي وللإشارة إلى قسمي المبتدأ فأشار بقوله ½الاسم إلخ¼ إلى القسم الأول, وبقوله ½أو الصفة إلخ¼ إلى الثاني, لا للشك أو اللتشكيك فلا ينافي مقصود التعريف, والصفة أعم من أن تكون مشتقة كـ½ضارب¼ و½مضروب¼ و½حسن¼, أوجارية مجراها كـ½قريشي¼ فإنه في قوة ½منسوب إلى قريش¼ أو ½منتسب إلى قريش¼ (بعد حرف النفي) ونحوه من كلمات النفي كـ½ما¼ و½لا¼ و½إنما¼ و½غير¼ (أو ألف


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

257