يُستعمَل بمعنى ½قرب¼, عطف على قوله ½طفق¼ (مثل ½عسى¼ و½كاد¼ في الاستعمال) أي: لا في المعنى, فيستعمل تارة استعمالَ ½عسى¼ مع ½أنْ¼ نحو ½أوشك زيد أنْ يذهب¼ و½أوشك أن يذهب زيد¼, وأخرى استعمالَ ½كاد¼ بدون ½أنْ¼ نحو ½أوشك خالد يسافر¼, ولما فرغ من أفعال المقاربة شرع في بيان فعل التعجّب فقال (فعل التعجّب ما) أي: فعل (وضع لإنشاء التعجّب) الإنشاء إثبات أمر لم يكن وإيجاده, والتعجب انفعال يعرض للنفس عند الشعور بأمر خرج عن حد نظائره ويخفى سببه, ولذلك قيل إذا ظهر السبب بطل التعجب, ولما كان المراد بـ½ما¼ فعلاً لم ينتقض الحد بمثل ½لله دره فارساً¼ و½وَاهَا له¼ ممّا يستعمل لإنشاء التعجّب وليس بفعل, ويخرج بقوله ½وضع¼ مثل ½قاتله الله من شاعر¼ -يقال عند التعجب من شعر شخص- و½لا شلّ عشره¼ -يقال لمن أجاد الرمي والطعن, والمراد بالعشر الأصابع-؛ لأنّ إنشاء التعجّب فيه استعمالي لا وضعي, وخرج بقوله ½لإنشاء التعجّب¼ مثل ½عجِبت¼؛ لإنه إخبار عن التعجّب لا إنشاء (وله) أى: لفعل التعجّب (صيغتان) إحداهما (½ما أفعله¼ و) الثانية (½أفعل به¼ وهما) أي: فعلا التعجب (غير متصرّفين) فلا يجيء منهما مجهول ومضارع وأمر ونهي ولا أسماء الفاعل والمفعول والتفضيل ونحوها ولا تأنيث وتثنية وجمع (مثل ½ما أحسن زيداً¼ و½أحسن بزيد¼ ولا يُبنيان) أي: فعلا التعجب (إلاّ ممّا يُبنى منه أفعل التفضيل) فيُبنيان من ثلاثي مجرد معروف مثبت قابل للفرق ليس بلون ولا عيب, ويزيد عليه فعل التعجب بشرط أنه لا يُبنى إلاّ ممّا وقع واستمرّ بخلاف اسم التفضيل, فإنّ الحالَ الذي لم يتكامل بعد, والمستقبلَ الذي لم يدخل في الوجود والماضي الذي لا يستمرّ لا يستحقّ أن يتعجّب منها كذا في التكملة, و½ما أَشْهَى الطعامَ¼ و½ما أَمْقَتَ الكذبَ¼ شاذّ حيث بُني للمفعول (ويتوصّل في) الفعل (الممتنع) أي: الذي امتنع بناء صيغتي التعجّب منه, وهو الثلاثي المزيد فيه والرباعي والثلاثي المجرد ممّا فيه لون وعيب ظاهر (بمثل ½ما أشدّ استخراجَه¼ و½أشدد باستخراجه¼) و½ما أكثر حمرته¼ و½ما أقبح عوره¼, يعني إذا أريد بناء صيغتي التعجب ممّا يمتنع البناء منه يُتوصّل ببنائهما من فعل لا يمتنع البناء منه ممّا يتعلّق به قصد المتكلم