عنوان الكتاب: الكافية مع شرحه الناجية

أفعال المدح والذم ما وضع لإنشاء مدح أو ذم فمنها نعم وبئس وشرطهما أن يكون الفاعل معرفا باللام أو مضافا إلى المعرف بها أو مضمرا مميزا بنكرة منصوبة

كما تقرّر من أنّ المنقولات المركّبةَ تبقى على إعرابها الأصلي, ولمّا فرغ من فعل التعجّب شرع في أفعال المدح والذمّ فقال (أفعال المدح والذمّ ما) أي: فعل (وضع لإنشاء مدح أو ذم) فإذا قلت ½نعم الرجل زيد¼ فإنما تُنشئُ المدح وتُحْدِثه بهذا اللفظ, وليس المدح موجوداً في الخارج في أحد الأزمنة الثلاثة مقصوداً مطابقةُ هذا الكلام إيّاه, فكان ½نعم¼ لإنشاء المدح لا للإعلام بمدح موجود في الخارج في أحد الأزمنة الثلاثة, بخلاف مثل ½كرم زيد¼ فإنّ المدح وإن كان لازماً له لكنّه ليس بموضوع لإنشائه, وهذا هو الفرق بين ½كم رجلٍ لقيتُه¼ وبين ½كثيرٌ من الرجال لقيتُهم¼؛ فإنّ ½كم¼ موضوعة لإنشاء التكثير بخلاف ½كثير من الرجال لقيتهم¼؛ لأن الكثرة وإن كانت لازمة له لكنه غير موضوع لإنشائها, وقس عليه ½بئس الرجل خالد¼ و½ذممتُ خالداً¼ (فمنها) الفاء للتفصيل, أي: فمن أفعال المدح والذم (½نِعْمَ¼) وهو لإنشاء المدح (و½بِئْسَ¼) وهو لإنشاء الذمّ, وهما في الأصل فِعلان ماضيان بكسر العين, وقد جاء فيهما اتباع الفاء للعين وإسكان العين مع فتح الفاء وكسرها, ففيهما أربع لغات: ½نِعْمَ¼ و½نِعِمَ¼ و½نَِعْمَ¼ (وشرطهما) أي: شرط فاعل ½نعم¼ و½بئس¼, فالعبارة فيها صنعة الاستخدام أو بحذف المضاف (أن يكون الفاعل) أي: فاعلهما (معرّفاً باللام) نحو ½نعم الرجل زيد¼, وهذا اللام للعهد الذهني ليكون في الكلام تفصيل بعد الإجمال وهو أوقع في النفس, والأوقعيّة يقتضيها المقام؛ لأن المدح العامّ مما يستبعد وقوعه (أو) يكون الفاعل (مضافاً إلى المعرّف بها) أي: باللام, إمّا بغير واسطة نحو ½نعم غلام الرجل زيد¼, أو بواسطة نحو ½نعم ولد غلام الرجل زيد¼, أو بواسطتين نحو ½نعم اسم ولد غلام الرجل محمد¼, أو بوسائط نحو ½نعم حمار ولد غلام وزير الملك يعفور¼, وفي قوله ½شرطهما إلخ¼ إشارة إلى أنّ ورود فاعلهما نكرةً نحو ½نعم رجل زيد¼ أو مضافاً إلى نكرة نحو ½نعم صاحب قوم لاسلاح لهم¼ قليل ملحق بالعدم (أو) يكون الفاعل (مضمراً) أي: ضميراً مستتراً, والأظهر الأغلب أنه لا يثنّى ولا يجمع ولا يؤنث؛ لعدم التصرف في هذا الباب ولأن الضمير المفرد المذكر أشدّ إبهاماً من غيره, لكنّ إلحاق التاء بهما أهون؛ فإنها تلحق ببعض الحروف أيضاً نحو ½لاة¼ و½ربّة¼ و½لعلة¼ فاطرد ½نعمت البدعة هذه¼ ولم يطرد ½نعما رجلين¼ و½نعموا رجالاً¼ (مميَّزاً) أي: مفسَّراً ذلك المضمرُ (بنكرة منصوبة) على التمييز نحو ½نعم رجلاً خالد¼ و½نعم ضاربَ رجلٍ بكرٌ¼ و½نعم حسنَ الوجهِ أنت¼


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

257