عنوان الكتاب: الكافية مع شرحه الناجية

ولا تقول إياك الأسد لامتناع تقدير ½من¼ المفعول فيه هو ما فعل فيه فعل مذكور من زمان أو مكان وشرط نصبه تقدير ½في¼ وظروف الزمان كلها تقبل ذلك وظروف المكان إن كان مبهما قبل ذلك

بذكر ½من¼؛ لأن تقدير حرف الجر مع ½أنْ¼ و½أنّ¼ قياس (ولا تقول) أي: ولا يجوز أن تقول في أوّل المثالين (½إياك الأسد¼) بتقدير ½من¼ (لامتناع تقدير ½من¼) مع غير ½أنْ¼ و½أنّ¼, ولا بتقدير العاطف؛ لأنّ حذف العاطف أشذّ شذوذًا, ولمّا فرغ عن بحث المفعول به شرع في المفعول فيه فقال (المفعول فيه) أي: منه المفعول فيه, وقوله ½فيه¼ مفعول ما لم يسم فاعله والضمير عائد إلى اللام الموصول (هو) أي: المفعول فيه (ما فُعل فيه فِعل) المراد بالفعل الفعل اللغوي وهو الحدث لا الإصطلاحى الذي هو قسيم الاسم والحرف, فيتناول الفعل الاصطلاحي واسمي الفاعل والمفعول والمصدر, وقوله ½ما فعل فيه فعل¼ يشمل أسماء الزمان والمكان كلَّها, وقوله (مذكور) صفة ½فعل¼ احتراز عن نحو ½يومُ الجمعة يومُ العيد¼, فإنه وإن كان فعل فيه فعل لا محالة لكنه غير مذكور, وقوله (من زمان أو مكان) بيان ½ما¼, وكلاهما أعمّ من أن يكونا حقيقيين نحو ½سرت يوم الجمعة خلف الإمام¼ فإن ½يوم الجمعة¼ زمان حقيقي و ½خلف الإمام¼ مكان حقيقي, أو اعتباريين نحو ½جلست قدومَ زيد فى الشمس¼ فإن ½قدوم زيد¼ زمان اعتباري؛ لأن المصدر قد يجعل حينًا بحذف المضاف, و½الشمس¼ مكان اعتباري؛ لأن العين قد يجعل مكاناً, فالمعنى: ½جلست وقت قدوم زيد في مكان الشمس¼ إذا أريد بالشمس النور, و½في مكان أثر الشمس¼ إن أريد بها الجرم, ولما فرغ عن تعريف المفعول فيه شرع في بيان شرطه فقال: (وشرط نصبه) أي: نصب المفعول فيه (تقدير ½في¼) لأنك إذا أظهرتها كان مجرورًا, وفيه إشارة إلى أنك إذا أظهرت ½في¼ فإنه وإن كان مجرورًا لكنه مفعول فيه البتّة؛ لأنه جَعل التقدير شرط النصب لا شرط كونه مفعولاً فيه, وهذا يخالف ما عليه الجمهور من أن تقدير ½في¼ شرط كونه مفعولاً فيه, وإذا أظهرتها كان مفعولاً به بواسطة حرف الجر لا مفعولاً فيه (وظروف الزمان كلها) أي: مبهمًا كان أو محدودًا, والزمان المبهم ما لم يعتبر له حد ونهاية كـ½الحين¼, والمحدود ما اعتبر فيه ذلك كـ½يوم¼ و½شهر¼ (تقبل ذلك)  أي: تقديرَ ½في¼ نحو ½صمت دهرًا¼ و½أفطرت اليوم¼ أي: في دهر وفي اليوم (وظروف المكان إن كان) المكان (مبهماً قَبِل ذلك) أي: تقديرَ


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

257