ومعتل العين ينقلب فيه العين ألفا المتعدي وغير المتعدي فالمتعدي ما يتوقف فهمه على متعلق كضرب وغير المتعدي بخلافه كقعد والمتعدي يكون إلى واحد كضرب وإلى اثنين كأعطى وعلم وإلى
نحو ½يُضْرَبُ¼ و½يُسْتَخْرَجُ¼ و½يُدَحْرَجُ¼ و½يُتَدَحْرَجُ¼ (ومعتلّ العين) الذي يبنى للمفعول (ينقلب فيه العين ألفاً) لِما عُرف من قواعد التصريف من أنّه إذا انفتح الواو أو الياء وسكن فاء الفعل نقلت حركتها إلى الساكن فيتبدّل المنقولة عنه الحركةُ بحرف علّة مناسبٍ لتلك الحركة, والحركة ههنا هي الفتحة والحرف المناسب لها هو الألف نحو ½يُقَالُ¼ و½يُبَاعُ¼ و½يُخْتَارُ¼ و½يُنْقَادُ¼ و½يُسْتَخَارُ¼ و½يُقَامُ¼, ولمّا فرغ من تقسيم الفعل باعتبار المنسوب إليه شرع في تقسيمه باعتبار توقّف تعقّله على ذكر المفعول به وعدمه فقال (المتعدّي وغير المتعدي) والتعدّي في اللغة: التجاوز, وفي الاصطلاح: توقّف فهم الفعل على المفعول به, فإنْ توقّف على غيره من المصدر والظرف والغاية وهيئة الفاعل أو المفعول لا يسمّى متعدياً, وأمّا تسمية اسم الفاعل واسم المفعول متعدياً فباعتبار الفعل المشتق منه, وفي ترك أداة الحصر وإيراد الواو إشارةٌ إلى أنّ الفعل قد لا يكون شيئاً من القسمين كالأفعال الناقصة, وإلى أنه قد يجتمع القسمان وهو فيما تتعدّى تارة بنفسه وتارة بحرف الجر وذلك مقصور على السماع, وقد عدّها بعضهم خمسة: ½نَصَحَ¼ و½شَكَرَ¼ و½كَالَ¼ و½وَعَدَ¼ و½وَزَنَ¼, وزاد صاحب الألفية ½قَصَدَ¼, والظاهر أنها غير محصورة (فـ) الفعل (المتعدي: ما يتوقّف فهمه على) فهم (متعلَّق) بفتح اللام, والتعلّق في الاصطلاح نسبة الفعل إلى غير الفاعل, والفعل لا يتوقّف فهمه على فهم متعلَّقات غير المفعول به فالمراد بالمتعلَّق هو المفعول به (كـ½ضَرَبَ¼) فإنه يتوقف فهمه على فهم مَن وقع عليه الضرب (وغير المتعدّي بخلافه) أي: بخلاف المتعدّي, أي: ما لا يتوقّف فهمه على فهم المفعول به وإن كان موقوفاً باعتبار غيره (كـ½قَعَدَ¼) فإنه وإن كان فهمه موقوفاً باعتبار المكان والزمان والغاية والهيئة على فهم هذه الأشياء لكنه لا يتوقّف على فهم المفعول به, فهو غير المتعدّي, ويسمّي ½لازِماً¼ (والمتعدّي يكون) متعدّياً (إلى) مفعول (واحد كـ½ضَرَبَ) زَيْدٌ عَمْرواً¼ (وإلى اثنين) لم يكونا صادقين على محلّ واحد (كـ½أَعْطَى) زَيْدٌ بَكْراً دِرْهَماً¼؛ فإنه لا يصدق على محل واحد بكر ودرهم (و) إلى اثنين كانا صادقين على محلّ واحد كـ(½عَلِمَ) زَيْدٌ بَكْراً عالِماً¼؛ فإنّ بكراً وعالماً صادقان على محلّ واحد (وإلى) مفاعيل