عنوان الكتاب: الكافية مع شرحه الناجية

وإما قبل المعطوف عليه لازمة مع ½إما¼ جائزة مع أو ولا وبل ولكن لأحدهما معينا و½لكن¼ لازمة للنفي حروف التنبيه ألا وأما وها

قرُبتْ منكَ زعمتَ أنها ليست بإبل فأعرضتَ عن الكلام الأوّل وقُلتَ ½أم شاة¼, وقد يجيء ½أم¼ بمعنى ½بل¼ وحدها نحو قوله تعالى ﴿أَمۡ أَنَا۠ خَيۡرٞ مِّنۡ هَٰذَا ٱلَّذِي هُوَ مَهِينٞ﴾ [الزخرف:٥٢] وقوله تعالى ﴿أَمۡ هَلۡ تَسۡتَوِي ٱلظُّلُمَٰتُ وَٱلنُّورُ﴾ [الرعد:١٦] (و½إمّا¼ قبل المعطوف عليه لازمة مع) المعطوف بـ(½إمّا¼) العاطفةِ, أي: إذا عطف شيء بـ½إمّا¼ يجب أن يصدّر المعطوف عليه أيضاً بـ½إمّا¼ نحو ½رأيتُ إمّا زيداً وإمّا بكراً¼ (جائزة) خبر بعد خبر, أي: و½إمّا¼ جائزة قبل المعطوف عليه (مع ½أو¼) العاطفةِ, أي: إذا عطف شيء بـ½أو¼ لا يجب أن يصدّر المعطوف عليه بـ½إمّا¼ بل يجوز أن يصدّر بها نحو ½أكرمتُ إمّا زيداً أو عمرواً¼, ويجوز أن لا يصدّر بها نحو ½كتب زيد أو خالد¼ (و½لا¼ و½بل¼ و½لكنْ¼) هذه الحروف الثلاثة (لـ) نسبة الحكم إلى (أحدهما) أي: أحد الأمرين المعطوف والمعطوف عليه حال كونه (معيّناً) غيرَ مبهم, فـ½لا¼ لنفي الحكم الثابت للمعطوف عليه عن المعطوف نحو ½جاء زيد لا بكر¼, و½بل¼ لصرف الحكم عن المعطوف عليه إلى المعطوف في الكلام الموجب نحو ½ذهب زيد بل عمرو¼ أي: ذهب عمرو¼, وفي غير الموجب لصرف الحكم إليه موجَباً عند الجُمهور ومنفيًّا عند المبرّد نحو ½ما ضرب زيد بل عمرو¼ أي: ضرب عمرو, عندهم, وما ضرب عمرو, عنده, والمعطوف عليه في الكل مسكوت عنه, وهذا إذا كان المعطوف بـ½بل¼ مفرداً, أمّا في عطف الجملة على الجملة فهي للإضراب إمّا بالإبطال نحو قوله ﴿وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحۡمَٰنُ وَلَدٗاۗ سُبۡحَٰنَهُۥۚ بَلۡ عِبَادٞ مُّكۡرَمُونَ ﴾ [الأنبياء:٢٦] أي: بل هم عباد مكرمون, وإمّا بالانتقال من مقصود إلى آخر نحو قوله تعالى ﴿ قَدۡ أَفۡلَحَ مَن تَزَكَّىٰ [١٤] وَذَكَرَ ٱسۡمَ رَبِّهِۦ فَصَلَّىٰ[١٥]بَلۡ تُؤۡثِرُونَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا [١٦] وَٱلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ وَأَبۡقَىٰٓ﴾ [الأعلى:١٤-١٧], ويجوز أن يوافق ما بعدها لما قبلها قال الله تعالى ﴿أَئِنَّكُمۡ لَتَأۡتُونَ ٱلرِّجَالَ شَهۡوَةٗ مِّن دُونِ ٱلنِّسَآءِۚ بَلۡ أَنتُمۡ قَوۡمٞ تَجۡهَلُونَ﴾ [النمل:٥٥] (و½لكنْ¼ لازمة للنفي) أي: لا تفارقه في الاستعمال نحو ½ما جاءني زيد لكنْ عمرو¼, وإذا عطف بها المفرد فهي نقيضة ½لا¼, وإذا عطف بها الجملة فهي مثل ½بل¼, ولمّا فرغ من الحروف العاطفة شرع في حروف التنبيه فقال (حروف التنبيه) ما وضع لتنبيهِ المخاطَب قبل الشروع في الكلام وتحريضِه على حسن الاستماع, وهي (½أَلاَ¼) بالفتح فالتخفيف (و½أَمَا¼) بالفتح والتخفيف (و½هَا¼) يبتدأ بها الكلام لإيقاظ السامع وتنبيهه من أوّل الأمر ليتمكّن الكلام في ذهنه, قال الله تعالى ﴿ أَلَآ إِنَّ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوۡفٌ


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

257