لم يجز خلافا للفراء إلا في نحو في الدار زيد والحجرة عمرو خلافا لسيبويه التأكيد تابع يقرر أمر المتبوع في النسبة أو الشمول وهو لفظي ومعنوي
(لم يجز) هذا العطف عند المتأخرين, فلا يقال ½زيد في الدار وعمروٌ الحجرةِ¼؛ لأن الحرف ضعيف لا يقوم مقام العاملين (خلافاً) أي: يخالف القول بعدم جواز هذا العطف خلافاً (للفرّاء) فإنه يجوّزه (إلاّ) أي: لم يجز هذا العطف عند الجمهور في صورة من الصور إلاّ (في نحو) أي: في صورة تقديم المجرور على المرفوع أو المنصوب في المعطوف والمعطوف عليه فإنه جائز بالاتفاق مثل (½في الدارِ زيدٌ والحجرةِ عمرٌو¼) فـ½الحجرةِ¼ معطوف على ½الدارِ¼ وعامله ½في¼ و½عمرٌو¼ معطوف على ½زيد¼ وعامله ابتداء, والمجرور مقدم على المرفوع في المعطوف والمعطوف عليه, وكذا قولك ½إنّ في الدارِ زيداً والحجرةِ عمرواً¼, وإنما جاز هذا العطف في هذه الصورة؛ لأنه مسموع من العرب كقولهم ½ما كلُّ سوداءَ تمرةً وبيضاءَ شحمةً¼, وكقول الشاعر ÷ أكلَّ إمرئٍ تحسبين إمرأً ÷ ونارٍ توقد بالليل ناراً ÷ (خلافاً) أي: يخالف القول بجواز هذا العطف في هذه الصورة أيضاً خلافاً (لسيبويه)؛ لأنه لايجوّز هذا العطف مطلقاً, ويحمل الأمثلة المذكورة على حذف المضاف وبقاء المضاف إليه على إعرابه على نحو ما جاء في بعض القرأة ﴿تُرِيدُونَ عَرَضَ ٱلدُّنۡيَا وَٱللَّهُ يُرِيدُ ٱلۡأٓخِرَةََۗ﴾ [الأنفال:٦٧] بالجر, أي: عرض الآخرة, واعلم أنّ المفهوم من كلام الرضي أنّ الفرّاء موافق لسيبويه في عدم تجويز هذا العطف مطلقاً فنسبة المخالفة إلى الفرّاء في غير ما استثناه فقط ليس بسديد, ولما فرغ من العطف شرع في بيان التاكيد فقال (التاكيد) جاء بالهمزة وبالواو وكلاهما لغة فيه ومعناه التوثيق, وإنما عقب العطف بالتاكيد؛ لأن العاطف وهو ½ثم¼ والفاء قد يزاد في التاكيد اللفظي كما يقال ½آمين ثم آمين¼ و½اللهم زد فزد¼ قال الله تعالى ﴿كَلَّا سَوۡفَ تَعۡلَمُونَ[۳]ثُمَّ كَلَّا سَوۡفَ تَعۡلَمُونَ ﴾ [التكاثر:٤,٣] وهو في الاصطلاح (تابع يقرّر أمرَ المتبوع) أي: يُثبت عند السامع حالَ المتبوع المفهومةَ منه كما أنّ ½نفسُه¼ في قولك: ½جاء زيد نفسُه¼ مفهوم من ½زيد¼ وكما أن الإحاطة مفهومة من قولك: ½جاء القوم كلهم¼ لأن ½القوم¼ حقيقة في مجموعهم (في) باب (النسبة) أي: في باب كون المتبوع منسوباً نحو ½زيد قتيل قتيل¼ أو منسوباً إليه نحو ½ضرب زيد زيد¼ (أو) في باب (الشمول) أي: في باب كون المتبوع شاملاً لجميع أفراده نحو ½جاء القوم كلهم¼, ولما فرغ من تعريف التاكيد شرع في تقسيمه فقال (وهو) أي: التاكيد على قسمين أحدهما تاكيد (لفظي) سمّي به لحصوله بتكرير اللفظ (و) الثاني تاكيد (معنوي) سمّي