فاللفظي تكرير اللفظ الأوّل نحو جاءني زيد زيد ويجري في الألفاظ كلها والمعنوي بألفاظ محصورة وهي نفسه وعينه وكلاهما وكله وأجمع وأكتع وأبتع وأبصع فالأوّلان يعمان باختلاف صيغتهما وضميرهما تقول نفسه ونفسها وأنفسهما وأنفسهم وأنفسهن والثاني
به لحصوله بملاحظة المعنى (فـ) التاكيد (اللفظي تكرير اللفظ الأول) حقيقة (نحو ½جاءني زيد زيد¼) أو حكماً نحو ½ضربت أنا¼ لأنه وإن كان مخالفاً للأوّل حقيقة لكنه في حكم تكرير اللفظ الأوّل (ويجري) التكرير (في الألفاظ كلّها) أي: في الأسماء والأفعال والحروف والمركبات التقييدية والجمل نحو قوله تعالى ﴿دُكَّتِ ٱلۡأَرۡضُ دَكّٗا دَكّٗا﴾ [الفجر:٢١] و½جاء زيد زيد¼ و½ضرب ضرب زيد¼ و½إنّ إنّ زيداً قائم¼ و½هذا رجل ظريف رجل ظريف¼ و½هذا غلام زيد غلام زيد¼ و½زيد قائم زيد قائم¼, أما قوله تعالى ﴿ وَجَآءَ رَبُّكَ وَٱلۡمَلَكُ صَفّٗا صَفّٗا﴾ [الفجر:٢٢] فليس من باب التاكيد ولا من شيء من التوابع؛ لأنه مؤوّل بلفظ واحد أي: ½جاء ربك والملك مصففين¼, وكذا قولك ½قرأت الكتاب سورة سورة¼ و ½بيّنت له حسابه باباً باباً¼ و½جاء القوم ثلثةً ثلثةً¼ (و) التاكيد (المعنوي) يحصل (بألفاظ محصورة) أي: معدودة مخصوصة (وهي ½نفسه وعينه وكلاهما) وكلتاهما (وكله وأجمع وأكتع وأبتع وأبصع¼) قيل الثلاثة الأخيرة مؤكِّدات لـ½أجمع¼ ولا معنى لها مفردة كـ½حسن بسن¼ فإن قولك ½بسن¼ لا معنى له مفرداً وإنما يضم إلى ½حسن¼ لتزيين الكلام لفظاً وتقويته معنى (فالأوّلان) أي: النفس والعين (يعمّان) أي: يجيئان لتاكيد الواحد والمثنّى والمجموع والمذكر والمؤنث (باختلاف صيغتهما وضميرهما) العائد إلى المؤكَّد (تقول) في تاكيد المذكر الواحد: ½جاء زيد (نفسه¼) بإفراد صيغة النفس وإفراد ضميره المذكر بحسب المؤكَّد (و) تقول في تاكيد المؤنث الواحد: ½جاءت الإمرأة (نفسها¼) بإفراد صيغة النفس وإفراد ضميره المؤنث (و) تقول في تاكيد مثناهما: ½جاء الزيدان أوالإمرأتان (أنفسهما¼) بجمع صيغة النفس وتثنيةِ الضمير, وإنما قيل في التثنية بصيغة الجمع لإلحاق التثنية بالجمع؛ لأنها أقل الجموع (و) تقول في تاكيد جمع المذكر السالم: ½جاء الزيدون (أنفسهم¼) بجمع الصيغة والضمير المذكر (و) تقول في تاكيد جمع المؤنث وجمع غير ذوي العقول: ½جاءت النساء أو الأفراس (أنفسهن¼) بجمع الصيغة والضمير المؤنث (و) اللفظ (الثاني) أي: ½كلاهما¼؛ لأن المصـ سمّى