المبني ما ناسب مبني الأصل أو وقع غير مركب وألقابه ضم وفتح وكسر ووقف وحكمه أن لا يختلف آخره لاختلاف العوامل وهي
منه؛ إذ البدل في حكم تكرير العامل فيكون التقدير ½التارك بشر¼ وهو غير جائز لكونه من باب ½الضارب زيد¼, وكذا يظهر فرقه منه لفظاً في النداء أيضاً نحو ½يا غلام زيد¼ فإن جعل ½زيد¼ بدلاً لا يجوز فيه إلاّ الضم لأن البدل في حكم المنادى المستقل مطلقاً, وإن جعل عطف البيان يجوز فيه الرفع والنصب كما عرفت من قبل, ولما فرغ من الأسماء المعربات شرع في الأسماء المبنيّات فقال: (المبني ما) أي: اسم (ناسب مبنيّ الأصل) وهو الحرف والفعل الماضي والأمر بغير اللام, وقيل الجملة أيضاً, وفيه أن الجملة قد يكون لها إعراب ومبني الأصل لا إعراب له لا لفظاً ولا تقديراً ولا محلاًّ, ثم المراد بالمناسبة المناسبة المؤثرة في منع الإعراب بأن تضمّن الاسم معنى مبني الأصل نحو ½أين¼ فإنه يتضمن معنى ½إن¼ الشرطية أو حرف الاستفهام, وبأن يشبه الاسم مبني الأصل كالموصولات والإشارات فإنها تشبه الحرف في الاحتياج إلى الغير لأن الموصولات تحتاج إلى الصلة والإشارات إلى الصفة أو الإشارة الحسية, وبأن يقع موقعه كـ½نزال¼ الواقع موقع ½انزل¼, وبأن يُشاكل ما هو واقع موقع مبني الأصل لـ½فجار¼ المشاكل لـ½نزال¼ الواقع موقع ½انزل¼, وبأن يقع موقع ما يشبه مبني الأصل نحو ½يا زيد¼ فإنه واقع موقع كاف الخطاب المشابهة للكاف الحرفية, وما وجب إضافته إلى الجملة وجب بناؤه كـ½إذ¼ و½إذا¼ و½حيث¼, وما جاز إضافته إليها جاز بناؤه كـ½يوم¼ و½ليلة¼ و½حين¼ و½وقت¼؛ لأنّ الجملة مبنيّة قويّة بالنسبة إلى غيرها من المبنيات (أو) ما (وقع) حال كونه (غيرَ مركب) أي: لم يكن مركباً بتركيب يوجد فيه عامله كالأسماء المعدودة من ½زيد¼ و½شجر¼ و½هذا¼ إلى غير ذلك, و½أو¼ في قوله ½أو وقع إلخ¼ مانعة الخلو دون الشك فلا ينافي التعريف, لا يقال إنّ مبني الأصل نوع من أنواع المبني وأخذ النوع في تعريف الجنس يوجب الدور؛ لأنا نقول هذا تعريف الاسم المبني لا مطلق المبني فلا دور (وألقابه) أي: ألقاب المبني (ضم وفتح وكسر) للحركات الثلث (ووقف) للسكون, وإنما أضاف الألقاب إلى المبنّي مع أنها ألقاب الحركات والسكون في أواخره؛ لملابسة كونها في أواخره, وإنما عبر عن حركات البناء بالألقاب دون الأنواع كما عبّر به عن حركات الإعراب؛ لأنه لو قال ½أنواع البناء¼ لسبق الذهن إلى أنّ كلاًّ من الضم والفتح والكسر والسكون نوع البناء كما في أنواع الإعراب, وليس الأمر كذلك بل هي ألقاب لما في آخره من حركة أو سكون (وحكمه) أي: حكم المبني (أن لا يختلف آخره لاختلاف العوامل) نحو ½جاء هذا¼ و½رأيت هذا¼ و½مررت بهذا¼ (وهي) أي: المبني, وإنما أنّث الضمير