عنوان الكتاب: الكافية مع شرحه الناجية

المعرفة والنكرة  المعرفة ما وضع لشيء بعينه وهي المضمرات والأعلام والمبهمات وما عرف باللام أو النداء والمضاف إلى أحدها معنى العلم ما وضع لشيء بعينه غير متناول غيره

معروف, وفي الكلام قلب والأصل: ½في أوقال ذات غصون¼, وكقولك ½ما منعني عن الجلوس غير أنك قائم¼, ثم لما فرغ عن تقسيم الاسم إلى المعرب والمبني وبيان أحكامهما شرع في تقسيمه الآخر فقال (المعرفة والنكرة) أي: هذا باب المعرفة والنكرة (المعرفة) في اللغة مصدر ½عرف¼, بمعنى ½شناختن¼, وفي الاصطلاح (ما) أي: اسم (وضع لشيء بعينه) الجار والمجرور صفة لـ½شيء¼, والعين بمعنى الذات, وإضافته إلى الضمير الراجع إلى الموصوف للعهد أي: المعرفة اسم وضع لشيء متلبس بذاته المعهودة بين المتكلم والمخاطب, وقوله ½ما وضع لشيء¼ شامل للمعرفة والنكرة, وقوله ½بعينه¼ يخرج النكرة (وهي) أي: المعرفة على ستة أقسام أحدها (المضمرات) نحو ½أنا¼ و½أنت¼ و½هو¼ (و) الثاني (الأعلام) نحو ½مكة¼ و½زيد¼ و½الكافية¼ (و) الثالث (المبهمات) يعني أسماء الإشارة والموصولات نحو ½هذا¼ و½هؤلاء¼ و½الذي¼ و½الذين¼, وإنما سمّيت بـ½مبهمات¼؛ لأن اسم الإشارة من غير إشارة حسية إلى المشار إليه مبهم عند المخاطب, وكذا الموصول من غير الصلة مبهم عند المخاطب, ولا يقال للمضمر الغائب مبهم؛ لأن ما يعوده إليه مقدم فلا يكون مبهماً (و) الرابع والخامس (ما عرّف) أي: اسم جعل معرفة (باللام) العهدية أو الجنسية أو الاستغراقية نحو ½الكتاب¼ و½الرجل¼ و½الانسان¼ (أو) ما عرّف بـ(النداء) أي: اسم جعل معرفة بندائه نحو ½يارجل¼ إذا عَيّنتَه بالنداء, بخلاف ½يارجلاً¼ لغير معيّن (و) السادس الاسم (المضاف إلى أحدها) أي: إلى أحد المعارف المذكورة (معنى) أي: إضافة معنوية نحو ½كتابي¼ و½غلام زيد¼, وهذا إذا لم يكن المضاف متوغّلاً في الإبهام فلا يتعرّف لفظ ½مثل¼ و½غير¼ و½شبه¼ وشبهها بالإضافة إلى أحد المعارف, وإنما قال ½معنى¼ احترازاً عن المضاف لفظاً أي: إضافة لفظية, فإنه لا يصير معرفة, ثم أشار المصـ بالترتيب الذكري بين المعارف إلى الترتيب الرتبي بينها عنده, فقدّم المضمر فالعلم فالمبهم فالمعرّف باللام فالمعرف بالنداء, وأخّر المضاف إلى أحدها, وتبع الزمخشريَّ في ذلك إلاّ في المضاف حيث جعل المصـ تعريفه بعد جميع الأنواع كما هو مذهب المبرّد, والزمخشريُّ جعله في مرتبة المضاف إليه كما هو مذهب سيبويه (العلم ما) أي: اسم (وضع لشيء بعينه) شامل لجميع المعارف (غيرَ متناول غيرَه) أي: حال كون ذلك الاسم غيرَ شامل لغير ذلك الشيء المعهود بين المتكلم والمخاطب, فخرج به المعارف كلها حتى الأعلام المشتركة,


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

257