عنوان الكتاب: الكافية مع شرحه الناجية

ويكونان ظاهرين ومضمرين ومختلفين ولا يبدل ظاهر من مضمر بدل الكل إلا من الغائب نحو ضربته زيدا عطف البيان تابع غير صفة يوضح متبوعه مثل أقسم بالله أبو حفص عمر وفصله من البدل لفظا في مثل أنا ابن التارك البكري بشر

معرفة وهي ½الناصية¼ فوصفت بصفة ½كاذبة¼, ونقل عن أبي علي الفارسي أنه قال يجوز ترك النعت إذا استفيد من البدل ما لم يُفده المبدل منه كقوله تعالى ﴿بِٱلۡوَادِ ٱلۡمُقَدَّسِ طُوًى﴾ [النٰزعٰت:١٦] إذا جعل ½طوى¼ بمعنى المكرر تقديسه لأنه نودي لموسى فيه ندائين (ويكونان) أي: البدل والمبدل منه اسمين (ظاهرين) نحو ½أكرمت زيداً أباك¼ (و) يكونان اسمين (مضمرين) نحو ½زيد لقيته إياه¼ (و) يكونان (مختلفين) بأن يكون البدل ظاهراً والمبدل منه مضمراً نحو ½زيد أكرمته أخاك¼, أو على العكس نحو ½أخوك أكرمت زيداً إياه¼ (ولا يبدل) اسم (ظاهر من) أيِّ (مضمر) كان (بدلَ الكل) مفعول مطلق لقوله ½لا يبدل¼ (إلاّ من) المضمر (الغائب نحو ½ضربته زيداً¼) فلا يقال ½مرّ بِيْ بكراً¼ ولا ½مررت بك زيداً¼, وإنما قال ½بدل الكل¼ لأن إبدال ظاهرٍ من مضمرٍ بدلَ البعض أو الاشتمال أو الغلط جائز مطلقاً نحو ½اشتريتك نصفك¼ و½أعجبتَني علمك¼ و½ضربتك الحمار¼, ولما فرغ عن البدل شرع في عطف البيان فقال (عطف البيان تابع غير صفة) خرج به الصفة (يُوْضِح متبوعه) خرج به البدلُ وعطفُ النسق والتاكيدُ؛ فإن هذه الثلاثة ليست لإيضاح متبوعاتها, ولا يلزم أن يكون عطف البيان أوضح من المبيّن بل يكفي أن يحصل من اجتماعهما إيضاح لم يحصل من أحدهما على الانفراد (مثل) قول أعرابي أتى عمر بن الخطاب فقال: إن أهلي بعيد وإني على ناقة دبراء عجفاء نقباء, فقال عمر رضي الله عنه: ما إنْ بها من نقب ولا دبر, فانطلق الأعرابي وجعل يقول ÷ (أقسم بالله أبو حفص عمر) ÷ ما مسّها من نقب ولا دبر ÷ فقوله ½عمر¼ عطف بيان لقوله ½أبو حفص¼ وهو كنية أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه (وفصله) أي: فرق عطف البيان (من البدل) متعلِّق بقوله ½فصله¼ (لفظاً) تمييز من إضافة الفصل إلى الضمير كما في ½أعجبني طيبه أباً¼, أو مفعول مطلق للفصل أي: فصلاً لفظيًّا, وإنما قيد به؛ لأن الفرق بينهما معنىً ثابت في كل موضع فإن عطف البيان إنما يكون للإيضاح ولا يكون مقصوداً بالنسبة بخلاف البدل فإنه مقصود بالنسبة (في مثل) خبرٌ, أي: فصله ثابت في مثل قول المرار ÷ (أنا ابن التارك البِكْرِيّ بِشْرٍ) فقوله ½بشر¼ عطف بيان لـ½البكري¼ ولا يجوز أن يكون بدلاً


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

257