عنوان الكتاب: الكافية مع شرحه الناجية

العطف تابع مقصود بالنسبة مع متبوعه ويتوسط بينه وبين متبوعه أحد الحروف العشرة وسيأتي مثل قام زيد وعمرو وإذا عطف على المرفوع المتصل أكد بمنفصل مثل ضربت أنا وزيد إلا أن يقع فصل فيجوز تركه مثل ضربت اليوم وزيد وإذا عطف على الضمير المجرور أعيد

شرع في بيان العطف بالحرف فقال (العطف) وهو في اللغة الإمالة, وفي الاصطلاح لقب تابع مخصوص سيجيء في المتن, وإنما سمّي هذا التابع بالعطف؛ لأنه يُميل حرفُ العطف فيه ما بعده إلى ما قبله, ويسمّى أيضاً بـ½العطف بالنسق¼ لأنه يكون مع متبوعه على نسق واحد لأن كلاًّ منهما مقصود بالنسبة (تابع مقصود بـ) أصل (النسبة) الواقعة في الكلام, خرج به النعت والتاكيد وعطف البيان؛ لأنها غير مقصودة بالنسبة (مع متبوعه) أي:كما يكون هذا التابع مقصوداً بالنسبة كذلك يكون متبوعه مقصوداً بها, وخرج به البدل؛ لأن متبوعه غير مقصود بالنسبة (ويتوسط) أي: يقع (بينه) أي: بين هذا التابع (وبين متبوعه أحد الحروف العشرة) التي تسمّى بـ½حروف العطف¼ (وسيأتي) ذكرها في قسم الحروف إن شاء الله تعالى (مثل) ½عمرو¼ في قولك (½قام زيد وعمرو¼) فإنه تابع قصد نسبة القيام إليه مع متبوعه الذي هو ½زيد¼ وقد وقع بينهما أحد الحروف العشرة وهو الواو (وإذا عطف) أي: إذا أريد العطف (على) الضمير (المرفوع المتصل) بارزاً كان أو مستتراً (أُكّد) أولاً ذلك الضمير المرفوع (بـ) ضمير (منفصل) ثم عُطف عليه (مثل ½ضربت أنا وزيد¼) و½زيد ضرب هو وأنا¼, وإذا أريد العطف على الضمير المنصوب أو على الضمير المنفصل فلا حاجة إلى تاكيده أولاً بشيء نحو ½ضربتك وزيداً¼ و½ما ضرب إلاّ أنت وزيد¼, وإذا أريد العطف على الضمير المجرور فأيضاً لايلزم التاكيد أولاً لكن يعاد الخافض مع المعطوف كما سيجيء (إلاّ أن يقع فصل) استثناء مفرّغ أي: أُكّد بمنفصل في جميع الأوقات إلاّ وقت وقوع الفصل بين الضمير المرفوع المتصل وبين المعطوف عليه (فـ) إنه (يجوز) في وقت الفصل بينهما (تركُه) أي: ترك التاكيد, سواء كان الفصل قبل حرف العطف (مثل ½ضربت اليوم وزيد¼) أو بعده كقوله تعالى ﴿مَآ أَشۡرَكۡنَا وَلَآ ءَابَآؤُنَا ﴾ [الأنعام:١٤٨] ثم لا يخفى أن التاكيد بالمنفصل عند إرادة العطف على الضمير المرفوع المتصل هو الأولى عند البصريين وليس بواجب كما يفهم من قوله ½أكد¼ فإنهم يجوّزون العطف بلا تاكيد ولا فصل لكن على قبح, والكوفيون يجوّزونه بلا قبح (وإذا عطف) أي: إذا أريد العطف (على الضمير المجرور) لا يلزم تاكيده أولاً بشيء بل (أعيد


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

257