عنوان الكتاب: الكافية مع شرحه الناجية

والتذكير والتأنيث والثاني يتبعه في الخمسة الأول وفي البواقي كالفعل ومن ثم حسن قام رجل قاعد غلمانه وضعف قاعدون غلمانه ويجوز قعود غلمانه والمضمر لا يوصف

إذا كان ذلك المفرد مجموعاً من أجزاء كما في قوله تعالى ﴿مِن نُّطۡفَةٍ أَمۡشَاجٖ﴾ [الدهر:٢] لأن النطفة مركبة من أشياء كل واحد منها مشيج أي: مختلط (و) في (التذكير والتأنيث) أي: إذا كان الموصوف مذكراً أو مؤنثاً كانت الصفة كذلك إلاّ إذا كان النعت ½فَعُول¼ بمعنى ½فاعل¼ كـ½رجل صبور¼ و½إمرأة صبور¼ أو ½فَعِيل¼ بمعنى ½مفعول¼ كـ½رجل قتيل¼ و½إمرأة قتيل¼ أوكان صفة مؤنثة تجري على المذكر كـ½علامة¼ فإنه لايقع صفة للمؤنث, أوكان النعت اسمَ تفضيل مستعملاً بـ½من¼ نحو ½صلوة خير من النوم¼ (و) النعت (الثاني) وهو النعت بحال متعلِّق الموصوف (يتبعه) أي: الموصوفَ (في الخمسة الأُوَل) جمع ½الأولى¼, والمراد بالخمسة الأول: الرفعُ والنصب والجر ذَكرها مجملاً بقوله ½في الإعراب¼ والتعريفُ والتنكيرُ (و) النعت الثاني (في) الخمسة (البواقي) من الإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث (كالفعل) مع الفاعل الظاهر في المطابقة في التذكير والتأنيث وفي تعيّن الإفراد, أي: كما أن الفعل يفرد إذا كان الفاعل ظاهراً سواء كان مفرداً أو مثنّى أو مجموعاً كذلك يفرد هذا النعت سواء كان متعلِّق الموصوف مفرداً أومثنّى أو مجموعاً, وكما أن الفعل يذكر إذا كان الفاعل ظاهراً مذكراً ويؤنث إذا كان مؤنثاً كذلك هذا النعت, تقول ½جاءتني إمرأة قائم غلامُها أو غلاماها أو غِلمانُها¼ و½جاءني رجل قائمة جاريتُه أو جاريتاه أو جواريه¼ (ومِن ثَمّ) أي: ولأجل أنّ النعت الثاني في الخمسة البواقي كالفعل (حسُن) أي: جاز قولك بلا ضعف (½قام رجل قاعد غلمانه¼) بإفراد النعت مع كون المتعلِّق جمعاً كما حسُن قولك ½قام رجل يقعد غلمانه¼ بإفراد الفعل مع كون الفاعل جمعاً (وضعُف) قولك ½قام رجل (قاعدون غلمانه¼) كما ضعف قولك: ½قام رجل يقعدون غلمانه¼, وإنما لم يحكم بامتناعه لجواز كونه من باب ½أكلوني البراغيث¼ (ويجوز) من غير ضعف قولك: ½قام رجل (قعود غلمانه¼) بجمع النعت مطابقاً لفاعله؛ لأن جمع التكسير في حكم المفرد فكأنه لم يجمع, ولأنه لا توازي الفعل في الحركات والسكنات فلم يكن ½قعود غلمانه¼ كـ½يقعدون غلمانه¼, بخلاف ½قاعدون¼ فإنه يوازيه فيها فكان ½قاعدون غلمانه¼ كـ½يقعدون غلمانه¼, فضعف هذا دون ذاك (والمضمر لايوصف) أي: لايقع موصوفاً بشيء؛ لأن فائدة الصفة في المعارف التوضيح, وضمير المتكلم والمخاطب أوضح المعارف فتوضيحهما تحصيل الحاصل وهو باطل, وضمير الغائب محمول عليهما طرداً للباب, أما


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

257