عنوان الكتاب: الكافية مع شرحه الناجية

أو التوكيد نحو ﴿نَفۡخَةٞ وَٰحِدَةٞ ولا فصل بين أن يكون مشتقا أو غيره إذا كان وضعه لغرض المعنى عموما نحو تميمي وذي مال أو خصوصا مثل مررت برجل أي رجل ومررت بهذا الرجل وبزيد هذا

من الشيطن الرجيم¼ (أو) لمحض (التوكيد نحو) قوله ﴿نَفۡخَةٞ وَٰحِدَةٞ﴾ [الحاقة:١٣] وقد يكون للتعميم نحو ½كان ذلك في يوم من الأيام¼, وقد يكون للترحّم نحو ½أنا زيد الفقير¼, وقد يكون لكشف الماهية نحو ½الجسم الطويل العريض العميق¼, وههنا بحث وهو أن كلاًّ من الطويل والعريض والعميق نعت وليس كاشفاً بل الكاشف هو المجموع وليس المجموع نعتاً, والجواب أنّ المجموع هوالنعت الواحد إلاّ أن إعرابه أجري على أجزائه كما في ½قرأت الكتاب جزءً جزءً¼ و½البيت سقف وجدران¼, ثم لمّا شَرط كثير من النحاة أن يكون النعت مشتقًّا حتى أوّلوا ما وقع غيرَ مشتق بالمشتق ردّه المصـ بقوله (ولا فصل) أي: لا فرق (بين أن يكون) النعت (مشتقًّا أو غيرَه) أي: غير مشتق, ولعل ½أو¼ بمعنى الواو؛ لأن ½بين¼ لايضاف إلاّ إلى متعدد و½أو¼ لأحد الأمرين, وإنما أتى بها دون الواو إشارة إلى استقلال كل من المشتق والجامد في كونه نعتاً من غير حاجة إلى التأويل للمبالغة في الردّ (إذا كان وضعه) متعلِّق بقوله ½غيره¼ أي: وضعُ غير المشتق (لغرض المعنى) أي: لأجل الدلالة على المعنى الثابت في الغير (عموماً) أي: وضعاً عامًّا يعني في جميع الاستعمالات (نحو ½تميميّ¼ و½ذي مال¼) فإن كل واحد منهما يدل على المعنى الثابت في الغير في جميع الاستعمالات فتقول ½جاءني رجل تميميّ أوذو مال¼ (أو خصوصاً) أي: أو وضعاً خاصًّا يعني في بعض الاستعمال (مثل) ½أيّ رجل¼ في قولك: (½مررت برجل أيّ رجل¼) أي: كامل في الرجولية, فإنه يدل في مثل هذا الاستعمال أي: في مقام المدح أو الذم على حالة ثابتة في المتبوع, ولا يدل عليها في قولك ½أيّ رجل جاء¼ (و) مثل ½الرجل¼ في قولك: (½مررت بهذا الرجل¼) فإنه يدل في هذا التركيب على حالة ثابتة في المتبوع؛ لأن ½هذا¼ يدل على ذات مبهمة و½الرجل¼ على خصوصية الرجلية, ولايدل عليها في قولك ½مررت بزيد الرجل¼ (و) مثل ½هذا¼ في قولك: ½مررت (بزيد هذا¼) فإنه يدل في هذا الموضع على حالة ثابتة في المتبوع وهي كونه مشاراً إليه, ولا يدل عليها في قولك ½هذا زيد¼ فصح في مواضع يدل الجامد فيها على حالة ثابتة في المتبوع وقوعه صفة ولا يصح ذلك في غيرها, ولا يخفى أن أكثر ما ذكره المصـ لا يصلح ردًّا؛ لأن كون الجامد نعتاً


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

257