﴿إِلَّا وَحۡيًا أَوۡ مِن وَرَآيِٕ حِجَابٍ أَوۡ يُرۡسِلَ رَسُولٗا﴾ [الشورى:٥١] تقدر ½أنْ¼ بعد الحروف العاطفة بلا شرط, وإن كان المعطوف عليه اسماً ضمناً فتقدير ½أن¼ بعدها مشروط بالشرائط التي سبقت نحو ½أعجبني أن يضرب زيد فيشتمَ¼, ولما ذكر مواضع تقدير ½أنْ¼ شرع في تبيين المواضع التي يجوز فيها إظهار ½أنْ¼ والمواضع التي يجب فيها, فما بقي فهو مواضع امتناع الإظهار فقال (ويجوز إظهار ½أنْ¼ مع لام ½كَيْ¼) ومع ما التحق بها من اللام الزائدة نحو ½أسلمت لأن أدخلَ الجنة¼ و½أمرت لأن أعدلَ¼ و½أردت لأن أدخلَ¼ (و) مع الحروف (العاطفة) نحو ½أعجبني قيامك وأن تذهبَ¼ (ويجب) إظهار ½أنْ¼ (مع ½لا¼) النافية الداخلة على المضارع (في اللام) أي: في صورة دخول لام ½كَيْ¼ (عليها) أي: على ½لا¼, يعني يجب إظهار ½أنْ¼ مع ½لا¼ إذا كان قبلها لام ½كَيْ¼ نحو قوله تعالى ﴿لِّئَلَّا يَعۡلَمَ أَهۡلُ ٱلۡكِتَٰبِ﴾ [الحديد:٢٩] (وينجزم) أي: يصير المضارع مجزوماً (بـ½لم¼ و½لما¼ ولامِ الأمر و½لا¼) التي (في) معنى (النهي و) بـ(كَلِمِ المُجازاة) أي: كلماتٍ تدلّ على كون إحدى الجملتين جزاءً للأخرى, فالمُجازاة بمعنى الجزاء, وإنما لم يقل ½كلم الجزاء¼؛ لأن الجزاء يستعمل في الجملة الجزائية كثيراً, وإنما اختار الكلم؛ لأن بعضها أسماء وبعضها حروف (وهي) أي: كلم المُجازاة (½إن¼ و½مهما¼ و½إذما¼ و½إذاما¼ و½حيثما¼ و½أين¼ و½متى¼ و½ما¼ و½من¼ و½أي¼ و½أنّٰى¼) نحو ½أنّى تُعلّمْ أُعلّمْ¼ (وأمّا) انجزام المضارع (مع ½كيفما¼ و) مع (½إذا¼ فـ) هو (شاذّ) ليس معنى الشاذ أنه مخالف القياس ولا مخالف الاستعمال الفصيح؛ لأنهما إذا تضمّنتا معنى الشرط فانجزام المضارع بعدهما قياسيّ واقع في استعمال الفصحاء, بل معناه أن الجزم بعدهما مع إرادة معنى الشرط قليل لم يسمع في السعة (و) ينجزم المضارع (بـ½إنْ¼) الشرطية حال كونها (مقدّرة) وسيجئ إنْ شاء الله تعالى (فـ½لم¼) الفاء لتفسير الجوازم, أي: فـ½لم¼ (لقلب المضارع ماضياً ونفيِه) إضافة القلب والنفي إلى المضارع وضميره من قبيل إضافة المصدر إلى المفعول, وقوله ½ماضياً¼ مفعول ثان للقلب, وقوله ½نفيِه¼ عطف على ½قلب¼, أي: وُضع ½لم¼