وإذا كان الجزاء ماضيا بغير ½قد¼ لفظا أو معنى لم يجز الفاء وإن كان مضارعا مثبتا أو منفيا بـ½لا¼ فالوجهان وإلا فالفاء ويجيء إذا مع الجملة الاسمية موضع الفاء و½إن¼ مقدرة بعد الأمر والنهي والاستفهام
انجزامه شرع في تفصيل مواضع دخول الفاء وعدمه فقال (وإذا كان الجزاء ماضياً) كائناً (بغير ½قد¼ لفظاً أو معنًى) تفصيل للماضي, أي: لفظيًّا كان الماضي نحو ½إن أكرمت أكرمت¼ أو معنويًّا نحو ½إن أكرمت لم أكرم¼, أو تفصيل لـ½قد¼, أي: إذا لم يكن الجزاء مقترناً بـ½قد¼ لفظيةً كما في قوله تعالى ﴿إِن يَسۡرِقۡ فَقَدۡ سَرَقَ أَخٞ لَّهُۥ مِن قَبۡلُ﴾ [يوسف:٧٧] ولا معنويةً أي: مقدّرةً كما في قوله تعالى ﴿ إِن كَانَ قَمِيصُهُۥ قُدَّ مِن قُبُلٖ فَصَدَقَتۡ﴾ [يوسف:٢٦] أي: فقد صدقت (لم يجز الفاء) في الجزاء, فلا يقال ½إن تزرني فزرتك غداً¼, وأمّا إذا كان الماضي مع ½قد¼ أو منفيًّا بـ½ما¼ أو ½لا¼ فالفاء واجبة فيه نحو ½إن زرتني فما أهنتك¼ و½إن شتمتني فلا ضربتك¼ (وإن كان) الجزاء (مضارعاً مثبتاً) مجرداً عن دخول شيء من الحروف كالسين و½سوف¼ و½إن¼ (أو منفياً بـ½لا¼) خرج به المنفي بـ½لم¼ و½لن¼؛ فإنّ الفاء ممتنع في الأول وواجب في الثاني (فـ) فيه (الوجهان) أحدهما الإتيان بالفاء والثاني تركها, قال الله تعالى ﴿وَإِن يَكُن مِّنكُمۡ أَلۡفٞ يَغۡلِبُوٓاْأَلۡفَيۡنِ, وَمَنۡ عَادَ فَيَنتَقِمُ ٱللَّهُ مِنۡهُۚ﴾ [الأنفال:٦٦, المائدة:٩٥] وقال تعالى ﴿إِن تَدۡعُوهُمۡ لَا يَسۡمَعُواْ دُعَآءَكُمۡ﴾ [فاطر:١٤] وقال تعالى ﴿فَمَن يُؤۡمِنۢ بِرَبِّهِۦ فَلَا يَخَافُ بَخۡسٗا﴾ [الجن:١٣] (وإلاّ) أي: إن لم يكن الجزاء ما ذُكر (فالفاء) لازمة في الجزاء, أي: فيما إذا كان الجزاء ماضياً مع ½قد¼ أو مع ½ما¼ أو ½لا¼, أو كان مضارعاً مثبتاً مع السين أو ½سوف¼ أو منفياً بـ½لن¼ أو بـ½ما¼, أو كان جملة اسمية, أو كان جملة إنشائية من الأمر والنهي والدعاء والاستفهام والتمني والعرض, قال الله تعالى ﴿وَمَن يَبۡتَغِ غَيۡرَ ٱلۡإِسۡلَٰمِ دِينٗا فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡهُ﴾ [آل عمران:٨٥] وقال تعالى ﴿وَإِن تَعَاسَرۡتُمۡ فَسَتُرۡضِعُ لَهُۥٓ أُخۡرَىٰ﴾ [الطلاق:٦], ﴿وَإِذَا مَا غَضِبُواْ هُمۡ يَغۡفِرُونَ [٣٧] وَٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَابَهُمُ ٱلۡبَغۡيُ هُمۡ يَنتَصِرُونَ﴾ [الشورى:٣٩,٣٧] فـ½إذا¼ فيه لمجرد الظرفية لا يَشوبُه شرط (ويجيء ½إذا¼) الفجائية (مع الجملة الاسمية) الواقعة جزاءً (موضعَ الفاء) أي: نائبةً مناب الفاء في جواب الشرط, ولذا لا تجتمعان فيه, قال الله تعالى ﴿وَإِن تُصِبۡهُمۡ سَيِّئَةُۢ بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيهِمۡ إِذَا هُمۡ يَقۡنَطُونَ﴾ [الروم:٣٦] أي: فهم يقنطون, ولا يضرّ اجتماعهما في ½خرجت فإذا السبع¼؛ لأنه ليس بجواب (و½إنْ¼) الشرطيةُ ينجزم المضارع بها حال كونها (مقدّرة بعد الأمر) نحو ½زرني فأكرمْك¼ أي: إن تزرني أكرمك¼ (و) بعد (النهي) نحو ½لا تُضع أوقاتِك يكن خيراً لك¼ أي: إن لم تضع الأوقات يكن خيراً لك (و) بعد (الاستفهام) نحو ½أعندك ماء أشربْه¼ أي: إن يكن عندك ماء