عنوان الكتاب: الكافية مع شرحه الناجية

المفعول به هو ما وقع عليه فعل الفاعل نحو ضربت زيدا وقد يتقدم على الفعل مثل زيدا ضربت وقد يحذف الفعل لقيام قرينة جوازا كقولك ½زيدا¼ لمن قال ½من أضرب¼؟ ووجوبا في أربعة مواضع

بمعنى أعينك إعانة بعد إعانة, فحذف الفعل والزوائد وحرفُ الجر, وأضيف المصدر إلى ضمير الخطاب, وكلّ ذلك لأجل أن يفرغ المجيب بالسرعة لاستماع المأمور به حتى يمتثل الأمر, ولمّا فرغ عن بحث المفعول المطلق شرع في بحث المفعول به فقال (المفعول به) سمي به لأنه يتعلق الفعل به أوّلاً بلا واسطة حرف الجر (هو) فصل (ما وقع عليه) احتراز عن المفعول فيه وله ومعه؛ إذ لايصدق عليها الوقوع عليه (فعل الفاعل) يخرج به المفعول المطلق؛ لأن الواقع والموقوع عليه يجب أن يتغايرا والمفعول المطلق عين فعل الفاعل, والمراد بوقوع فعل الفاعل عليه أن يتعلّق به الفعل بحيث لا يعقل إلاّ به, سواء كان وقوع الفعل إثباتاً (نحو ½ضربت زيدًا¼) أو نفيًا نحو ½ما أكرم زيد بكرًا¼, ولمّا فرغ من تعريف المفعول به شرع في أحكامه فقال (وقد يتقدّم) المفعول به, وكذا سائر المفاعيل سوى المفعول معه؛ لمراعاة أصل الواو فإنّها في الأصل للعطف فموضعها أثناء الكلام (على الفعل) العامل فيه, إمّا جوازًا (مثل زيدا ضربت) أو وجوبًا إذا كان متضمنًا لمعنى الاستفهام نحو ½من ضربت¼, أو الشرط نحو ½من تكرم يكرمك¼, أو كان مفعولاً لفعل يلي الفاءَ التي في جواب ½أمّا¼ كقوله تعالى ﴿فَأَمَّا ٱلۡيَتِيمَ فَلَا تَقۡهَرۡ﴾ [الضحى:٩], وهذا أي: جواز تقدم المفعول على الفعل ووجوبه إذا لم يكن مانع عن التقدم, وإذا وجد المانع كوقوع المفعول في حيّز ½أنْ¼ نحو ½من البرّ أن تكفّ لسانك¼ أو وقوعِ فعله مؤكَّدًا بالنون نحو ½لأضربنّ زيدًا¼ فلا يجوز التقدم فضلاً عن الوجوب (وقد يحذف الفعل) العامل في المفعول به (لقيام قرينة) أي: وقت وجود قرينة دالة على تعين المحذوف مقاليةً كانت أو حالية (جوازًا) أي: حذفًا جائزًا (كقولك ½زيدًا¼ لمن قال) سائلاً (½من أضرب¼) تقديره: ½اِضْرِبْ زيدًا¼ فحذف الفعل للقرينة المقالية وهي السؤال, وكذا قولك ½المدينةَ¼ للمتوجّه إليها, تقديره: ½تريد المدينةَ¼, فحذف الفعل للقرينة الحالية وهي قصد المخاطب إلى المدينة, (و) يحذف الفعل العامل في المفعول به (وجوبًا) أي: حذفًا واجبًا (في أربعة مواضع) ذكرُ العدد ليس للحصر لأنه يجب حذف الفعل في باب الإغراء نحو ½أخاك أخاك¼ أي: الزمه, وفي المنصوب على المدح نحو ½الحمد لله الحميدَ¼ وعلى الذم


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

257