عنوان الكتاب: الكافية مع شرحه الناجية

وفي ½ماذا صنعت¼ وجهان أحدهما ½ما الذي¼ وجوابه رفع والآخر ½أي شيء¼ وجوابه نصب أسماء الأفعال ما كان بمعنى الأمر أو الماضي مثل رويد زيدا أي أمهله وهيهات ذاك أي بعد

هو أفضل (وفي) معنى قولهم (½ماذا صنعت¼ وجهان أحدهما) أنّ معناه (½ما الذي) صنعت¼ بناء على أن ½ما¼ استفهامية و½ذا¼ موصولة, أي: أيّ شيء الذي صنعته (وجوابه) أي: جواب ½ماذا صنعت¼ على هذا الوجه (رفع) أي: مرفوع على الأولوية, فإذا أجبت عن هذا السوال وقلت ½الإكرام¼ مثلاً رفعته على أنه خبر للمبتدأ المحذوف فيكون تقدير الجواب: ½الذي صنعته الإكرام¼ فيكون الجواب مطابقاً للسوال في الاسميّة (و) الوجه (الآخر) أنّ معناه (½أيَّ شيءٍ) صنعت¼ بناء على أنّ ½ماذا¼ بمعنى ½أيّ شيء¼ أو على أن ½ما¼ بمعنى ½أيّ شيء¼ و½ذا¼ زائدة, فيكون ½ماذا¼ منصوبة المحل على أنه مفعول به لـ½صنعت¼ (وجوابه) أي: جواب ½ماذا صنعت¼ على هذا الوجه (نصب) أي: منصوب على الأولوية, فإذا أجبت عنه وقلت ½الإكرام¼ مثلاً نصبته على أنه مفعول لفعل محذوف فيكون التقدير: ½الإكرام صنعت¼, فيكون السوال مطابقاً للجواب في الفعلية, وقد قرئ قوله تعالى ﴿قُلِ ٱلۡعَفۡوَ﴾ في جواب ﴿مَاذَا يُنفِقُونَ﴾ [البقرة:٢١٩] بالرفع والنصب, وأيضاً يجوز في الجواب النصب على الوجه الأول والرفع على الوجه الآخر كما أشرنا إليه, ولما فرغ عن الموصولات شرع في بيان أسماء الأفعال فقال (أسماء الأفعال) فإنها لما كانت بمعنى الماضي أو الأمر كان حقّها أن لا تكون لها محلّ من الإعراب كالأمر والماضي كما أشار بقوله (ما) أي: اسم (كان بمعنى الأمر أو الماضي مثل ½رويد زيداً¼) مثال لما هو بمعنى الأمر (أي: ½أمهله¼, و½هيهاتَ ذاك¼) بفتح التاء وكسرها, وبالضمة في لغة بعضهم, مثال لما هو بمعنى الماضي (أي: ½بَعُد¼) ويحتمل ½كان¼ في قوله ½ما كان بمعنى إلخ¼ أوجهَها الأربعةَ أن تكون ناقصة أو تامة أو بمعنى ½صار¼ أو زائدة, أي: ½مايكون كائناً بمعنى الأمر إلخ¼ أو ½ما وجد بمعنى الأمر إلخ¼ أو ½ما صار بمعنى الأمر إلخ¼ أو ½ما كائن بمعنى الأمر إلخ¼, إن قلت إنّ اسم الفعل قد يكون بمعنى المضارع نحو ½أفٍّ¼ بمعنى ½أتضجّر¼ و½أُوْه¼ بمعنى ½أتوجّع¼ فلِما لم يقل ½أو المضارع¼, قلنا أصل معناهما ½تضجرت¼ و½توجعت¼ عبر عنه بالمضارع مجازاً, وفي المثالين إشارة إلى أقسامها الستّة: الكائنة بمعنى الأمر, والكائنة بمعنى الماضي, والمتعدية, واللازمة, والمستعملة في المعنى الأصليّ,


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

257