الحرف ما دل على معنى في غيره ومن ثم احتاج في جزئيته إلى اسم أو فعل حروف الجر ما وضع للإفضاء بفعل أو معناه إلى ما يليه وهي من وإلى وحتى وفي والباء واللام ورب وواوها وواو القسم وباءه وتاءه وعن وعلى والكاف ومذ ومنذ وخلا وعدا وحاشا
الفعل شرع في الحرف فقال (الحرف ما دلّ) أي: كلمة دلت (على معنى) حاصل (في غيره) أي: في غير ما دلّ أي: في غير تلك الكلمة كلامِ التعريف في ½الرجل¼؛ فإنها كلمة تدل على التعريف وهو حاصل في غيرها وهو ½رجل¼, والحاصل أنّ الحرف يدلّ على معنى متعقَّل بالنسبة إلى الغير, أي: لا يكون مستقلاًّ بالمفهوميّة (ومِن ثَمّ) أي: من أجْل أنّ الحرف يدلّ على معنى حاصل في غيره (احتاج) الحرف (في جزئيّته) أي: في كونه جزءً من الكلام (إلى اسم) حاصلٍ فيه معنى الحرف, ويتعقل بالنسبة إليه نحو ½من البصرة¼ (أو) إلى (فعل) كذلك نحو ½قد ضرب¼, بخلاف الاسم والفعل؛ فإنه لا يحتاج شيء منهما في الجزئيّة إلى شيء, وفي الرضي: الحرف قد يحتاج إلى المفرد كما مرّ, وقد يحتاج إلى الجملة كحروف الاستفهام والنفي والشرط (حروف الجرّ) إنما سمّيت به لأنها تجرّ الأسماء أو تجرّ معانيَ الأفعال إلى الأسماء, وإنما عرّف المصـ حروف الجرّ والتنوين فقط دون سائر الحروف؛ لأن ماعداها إمّا ليس لها مفهوم مشترك بينها كالحروف المشبهة والعاطفة, وإمّا مفهومها هو المعنى اللغوي كحروف التحضيض والردع إلى غير ذلك, بخلاف حروف الجرّ؛ فإنّ لها في الاصطلاح معنى مشتركاً بينها وهو الإفضاء ولكل منها معنى خاص, وبخلاف التنوين؛ فإنه نقل من معناه اللغوي إلى معنى آخر (ما وضع للإفضاء بفعل أو معناه) الإفضاء الوصول ولمّا عدّي بالباء صار معناه الإيصال, أي: ما وضع لإيصال فعل أو إيصال معنى الفعل (إلى ما) أي: اسم (يليه) الضمير المرفوع راجع إلى ½مَا¼ الثانية والمنصوبُ إلى الأولى, أو بالعكس, وإيصال الفعل نحو ½مررت بزيد¼, وإيصال معناه نحو ½أنا مارّ بزيد¼؛ لأن المراد بمعنى الفعل اسما الفاعل والمفعول والصفةُ المشبهة والمصدر وكلُّ ما استنبط منه معنى الفعل (وهي) أي: حروف الجر تسعة عشر حرفاً (من وإلى وحتّى وفي والباء واللام وربّ وواوها) أي: واو ½ربّ¼, وهي التي يقدر بعدها ½ربّ¼ نحو ½وبلدةٍ ليس بها أنيس¼ (وواو القسم وباءه وتاءه وعن وعلى والكاف ومذ ومنذ وخلا وعدا وحاشا) فالعشرة الأُوَل لا تكون