وساء مثل بئس ومنها حبذا وفاعله ½ذا¼ ولا يتغير وبعده المخصوص وإعرابه كإعراب مخصوص ½نعم¼ ويجوز أن يقع قبل المخصوص وبعده تمييز أو حال على وفق مخصوصه
المحذوفَ صفةٌ اسماً نحو ½نعم الصديق حليم كريم¼ أي: رجل حليم الخ, أو فعلاً نحو قوله تعالى ﴿بِئۡسَمَا يَأۡمُرُكُم بِهِۦٓ إِيمَٰنُكُمۡ﴾ [البقرة:٩٣] أي: شيء يأمركم الخ, وكقولك ½نعم الصاحب تستعين به فيُعينك¼ أي: صاحب تستعين الخ (و½ساء¼ مثل ½بئس¼) في الشرائط والأحكام وإفادةِ الذم نحو قوله تعالى ﴿وَسَآءَتۡ مَصِيرًا﴾ [النساء:٩٧] وإنما شبّه ½ساء¼ بـ½بئس¼ ولم يجمعها معها؛ إشارةً إلى عدم صرافتها في الاستعمال لإنشاء الذم مثلَها لشيوع استعمالها بمعنى الإخبار, ولذا قال في التسهيل ويلحق ½ساء¼ بـ½بئس¼ (ومنها) أي: من أفعال المدح (½حبّذا¼) وإنما فصله عن ½نعم¼ لاختصاصه بأحكام سيذكرها, ولعدم صرافته في المدح حتّى قيل إنه ليس للمدح بالوضع وإنما وَضْعُه للمبالَغة في تمكّن الحبّ (وفاعله) أي: فاعل ½حبّذا¼ هو (½ذا¼) ليس غير, والفعل إنّما هو ½حبّ¼ (ولا يتغيّر) ½حبّذا¼ عن حاله فلا يؤنث ولا يثنّى ولا يجمع تقول ½حبذا زيد والزيدان والزيدون¼ و½حبذا هند والهندان والهندات¼ (وبعده) أي: بعد ½حبذا¼ (المخصوصُ) أي: يقع المخصوص بالمدح بعد ½حبذا¼ ولا يتقدّم عليه في الاستعمال, وفي تسمية ما وقع بعده مخصوصاً خلافٌ مِن ابن كيسان فإنه عنده بدل من ½ذا¼ (وإعرابه) أي: إعراب مخصوص ½حبذا¼ (كإعراب مخصوص ½نعم¼) فيكون المخصوص مبتدأً وما قبله خبره, ويكون المخصوص خبرَ مبتدإ محذوف, فـ½حبذا زيد¼ على الأوّل جملة واحدة وعلى الثاني جملتان كما عرفت في ½نعم¼ (ويجوز أن يقع قبل المخصوص) أي: قبل مخصوص ½حبذا¼ (وبعده) أي: بعد المخصوص (تمييز أو حال) من الفاعل, فإنْ قُصد تقييد المبالغة في مدح المخصوص بوصف كان المنصوب حالاً نحو ½حبذا مواصلةً هندٌ¼ أو ½حبذا هندٌ مواصلةً¼ أي: في حال مواصلتها, وإنْ قُصد بيان جنس المبالغ في مدحه كان المنصوب تمييزاً نحو ½حبذا راكباً زيدٌ¼ أو ½حبذا زيدٌ راكباً¼ (على وفق مخصوصه) متعلِّق بـ½يقع¼, أي: يقع التمييز أو الحال على موافقة مخصوص ½حبذا¼ في التذكير والتانيث والإفراد والتثنية والجمع؛ لأنه عبارة عنه في المعنى تقول ½حبذا زيدٌ راكباً¼ و½حبذا الزيدان راكبَيْنِ¼ و½حبذا الزيدون راكبِيْنَ¼ و½حبذا هند مواصلةً¼ و½حبذا الهندان مواصلتَين¼ و½وحبذا الهندات مواصلاتٍ¼, والظاهر أن يقول ½على وفقه¼ بإرجاع الضمير إلى ½المخصوص¼ إلاّ أنه وضع المظهر موضع المضمر لزيادة التوضيح لئلاّ يتوهّم عوده إلى غير المخصوص من الفاعل وغيره, ولما فرغ من بحث