عنوان الكتاب: الكافية مع شرحه الناجية

والثاني جزءه والثالث بينه وبين الأوّل ملابسة بغيرهما والرابع أن تقصد اليه بعد أن غلطت بغيره ويكونان معرفتين ونكرتين ومختلفين وإذا كان نكرة من معرفة فالنعت مثل ﴿ نَاصِيَةٖ كَٰذِبَةٍ خَاطِئَةٖ

متّحدان ذاتاً ولو كانا مختلفين صدقاً نحو ½أكرمت زيداً أخاك¼, فمدلول ½أخاك¼ ههنا هو مدلول ½زيداً¼ فهما متحدان ذاتاً وإن كان مختلفين صدقاً (والثاني) أي: بدل البعض مدلولُه (جزءه) أي: جزء مدلول المبدل منه نحو ½ضربت زيداً رأسه¼ (والثالث) أي: بدل الاشتمال (بينه وبين الأوّل) أي: المبدلِ منه, و½بين¼ الثاني زائد جيء به لتصحيح العطف (ملابسة) أي: تعلق وارتباط بحيث توجب النسبةُ إلى المبدل منه النسبةَ إلى البدل إجمالاً فيبقى النفس عند ذكر المبدل منه منتظرة لذكر البدل نحو ½أعجبني زيد علمه¼ فإنه إذ قيل ½أعجبني زيد¼ عُلم أنه مُعجِب باعتبار صفة من صفاته كالعلم والجود والشجاعة وغيرها فأوجبت نسبةُ الإعجاب إلى زيد نسبتَه إلى صفة له إجمالاً, فإذا قلت ½علمه¼ أو ½جوده¼ إلى غير ذلك كان بدل الاشتمال, فإن لم يكن التعلق بينهما بالحيثية المذكورة نحو ½قتل الأمير سيافه¼ و½ضربت زيداً حماره¼ لا يسمّى بدل الاشتمال (بغيرهما) صفة لقوله ½ملابسة¼ أي: بينهما ملابسة مغائرة للكليّة والجزئيّة بأن لم يكن البدل كلاًّ مع كون المبدل منه كلاًّ كما يكون في بدل الكل, ولا جزءاً مع كون المبدل منه كلاًّ كما يكون في بدل البعض, فيجوز أن يكون كلاًّ مع كون المبدل منه جزءاً نحو ½رأيت درجة الأسد برجه¼ فإنّ برج الأسد عبارة عن مجموع الدرجات فيكون درجة الأسد جزءاً لهذه الدرجات (والرابع) أي: بدل الغلط (أن تقصد) بكسر الصاد من باب ½ضرب¼ (إليه) أي: إلى البدل (بعد أن غَلِطتَ) أي: بعد غَلَطِك (بغيره) أي: بغير البدل وهو المبدل منه, نحو ½أعجبني زيد غلامه¼, وإنما لم يقل ½بعد أن غلطت بالأوّل¼ أي: لم يعبِّر عن المبدل منه بـ½الأوّل¼ كما عبر فيما سبق للتفنّن في العبارة, ومع هذا لا يخلو عن نكتة, وهي أن ذكر المبدل منه فيه لا يكون بحيثية كونه مبدلاً منه بل بحيثية كونه غلطاً, وقد تسامح في حمل ½أن تقصد إلخ¼ على بدل الغلط لظهور أن المراد أن بدل الغلط يحصل بأن تقصد إليه إلخ, لا أنه القصدُ نفسُه (ويكونان) أي: البدل والمبدل منه (معرفتين) نحو ½أكرمت زيداً أخاك¼ (و) يكونان (نكرتين) نحو ½جاء رجل غلام لك¼ (و) يكونان (مختلفين) بأن يكون معرفةٌ بدلاً من نكرةٍ نحو ½جاء رجل غلام زيد¼ ونكرةٌ بدلاً من معرفة (وإذا كان نكرةٌ) بدلاً (من معرفة فالنعت) أي: فنعت البدل واجب؛ ليفيد البدل بواسطة النعت ما لم يفد المبدل منه المعرَّف (مثل) قوله تعالى ﴿لَنَسۡفَعَۢا [١٥]نَاصِيَةٖ كَٰذِبَةٍ خَاطِئَةٖ﴾ [العلق:١٦,١٥] فقوله ½ناصية¼ نكرة مبدلة من


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

257