وعلى سابقه وعلى لاحقه فـ½قام زيد وبكر¼ احتمل ثلاثة, وقال ابن مالك وكونها للمعية راجح والترتيب أكثر وبعكسه قليل (والفاء للترتيب) أي: للجمع مع الترتيب بغير مهلة نحو ½قام زيد فبكر¼ (و½ثمّ¼ مثلها) أي: مثل الفاء, أي: للجمع مع الترتيب (بمهلة) أي: بتراخ نحو ½قام زيد ثم بكر¼ (و½حتّى¼ مثلها) أي: مثل ½ثـمّ¼ أي: للجمع مع الترتيب بمهلة إلاّ أنّ المهلة في ½حتّى¼ أقلّ منها في ½ثـمّ¼, فهي متوسّطة بين الفاء و½ثـمّ¼ (ومعطوفها) أي: المعطوف بـ½حتّى¼ (جزء) أي: بعض قويّ أو ضعيف (من متبوعه) أي: من متبوع المعطوف وهو المعطوف عليه (ليفيد) متعلِّق بمفهوم الكلام, كأنه قال: يعطف بـ½حتّى¼ جزء من المعطوف عليه ليفيد العطف بـ½حتّى¼ (قوةً) في المعطوف إذا كان جزءً قويًّا نحو ½قدم الجيشُ حتّى الأميرُ¼ (أو ضعفاً) في المعطوف إذا كان جزءً ضعيفاً نحو ½جاء الحاجّ حتّى المُشاةُ¼؛ فإنّ انتهاء الفعل إلى البعض القويّ أو الضعيف يدلّ على شمول الفعل وعمومه جميع الكلّ, والمراد بالجزء أعمّ من أن يكون جزءً منه نحو ½أكلت السمكةَ حتّى رأسَها¼ أو كجزء منه نحو ½أعجبتني الجاريةُ حتّى حديثُها¼, ثم الفرق في ½ثم¼ و½حتى¼ من وجهين أحدهما: ما أشار إليه المصـ بقوله ½ومعطوفها¼ إلخ, من أنه يشترط في المعطوف بـ½حتّى¼ أن يكون جزءً من المعطوف عليه ولا يشترط ذلك في المعطوف بـ½ثم¼, والثاني أنّ المهلة المعتبرة في ½ثمّ¼ إنما هي بحسب الخارج كقولك ½ذهب زيد ثم بكر¼ وفي ½حتى¼ بحسب الذهن نحو ½مات الناس حتّى الأنبياءُ¼ (و½أو¼ و½إمّا¼ و½أمْ¼) هذه الحروف الثلاثة تشترك في أنها (لأحد الأمرين) أو لأحد الأمور نحو ½رأيت زيداً أو بكراً¼ معناه: رأيت أحدهما دون الآخر (مبهماً) أي: حال كون ذلك الأحد مبهماً غيرَ معيّن نحو ½رأيت زيداً أو خالداً أو بكراً¼ معناه: رأيت أحدهم دون الباقيَين, وقد يستفاد العموم بقرينة المقام كقوله تعالى ﴿وَلَا تُطِعۡ مِنۡهُمۡ ءَاثِمًا أَوۡ كَفُورٗا﴾ [الدهر:٢٤]  أي: لا تطع آثما ولاكفورا, ثمّ أراد أن يبيّن الفرق بين الثلاثة فقال (و½أمْ¼) وهي على قسمين أحدهما متصلة وهي التي ما بعدها متصل بما قبلها, أي: ليس ما بعدها وما قبلها كلامين مستقلين بل المجموع كلام واحد نحو ½أ بكراً ضربتَ أمْ عمرواً¼, والثاني منقطعة وتسمّى منفصلة وهي التي ما بعدها منفصل عمّا قبلها, أي: كل واحد ممّا بعدها وما قبلها كلام مستقلّ نحو ½إنه لزيد أم بكر¼, فـ½أمْ¼ (المتصلةُ لازمة لهمزة الاستفهام) اللزوم ههنا بالمعنى اللغوي, يقال ½لازمه¼ أي: لم يفارقه,