عنوان الكتاب: الكافية مع شرحه الناجية

ولا يتصرف فيهما بتقديم وتأخير ولا فصل وأجاز المازني الفصل بالظرف و½ما¼ ابتداء نكرة عند سيبويه وما بعدها الخبر وموصولة عند الأخفش والخبر محذوف و½به¼ فاعل عند سيبويه فلا ضمير في ½أفعل¼ ومفعول عند الأخفش والباء للتعدية أو زائدة ففيه ضمير

من حسن أو قبح أو شدّة أو ضعف مثلاً ثم يجعل الممتنع مفعولاً أو مجروراً بالباء كما ترى في الأمثلة (ولا يتصرّف فيهما) أي: في صيغتي التعجب (بتقديم) كتقديم المفعول أو الجار والمجرور على الفعل (و) بـ(تأخير) كتأخير الفعل عن المفعول أو الجار والمجرور فلا يقال ½مَا زَيْداً أَعْلَمَ¼ أو ½بِزَيْدٍ أَعْلِمْ¼, ولا بحذف الجار في ½أَحْسِنْ بِزَيْدٍ¼ إذا كان المجرور ½أنْ¼ مع الفعل, ويجوز حذف المتعجب منه نحو قوله تعالى ﴿أَسۡمِعۡ بِهِمۡ وَأَبۡصِرۡ﴾ [مريم:٣٨], وإنما ذكر التاخير بعد ذكر التقديم مع أنّ كل واحد منهما يستلزم الآخر للتاكيد كما في قوله تعالى ﴿لَا يَسۡتَأۡخِرُونَ سَاعَةٗ وَلَا يَسۡتَقۡدِمُونَ﴾ [الأعراف:٣٤] (ولا) يتصرف فيهما بإيقاع (فصل) بين العامل والمعمول فلا يقال ½مَا أَحْسَنَ الْيَوْمَ زَيْداً¼ و½أَكْرِمِ الْيَوْمَ بِزَيْدٍ¼ (وأجاز المازني الفصل بالظرف) المتعلِّق بفعل التعجب نحو ½ما أحسن بالرجل أن يصدّق¼ و½ما يومَ الجُمعةِ أَحْسَنَ زيداً¼ و½أَحْسِن الْيومَ بزيدٍ¼, أمّا الظرف المتعلِّق بغير فعل التعجب فإنه لا يجوز الفصل به بالاتفاق فلا يقال ½لقيته فما أَحْسَنَ أمسِ زيداً¼؛ فإنّ ½أمسِ¼ متعلِّق بـ½لقيتُ¼ لا بـ½أحسن¼, وأجاز الأكثرون الفصل بـ½كان¼ نحو ½ما كان أَحْسَنَ زيداً¼ (و½ما¼) في ½مَا أَحْسَنَ زَيداً¼ (ابتداء) أي: مبتدأ (نكرة) بمعنى ½شيء¼ (عند سيبويه, وما بعدها) أي: بعد كلمة ½مَا¼ (الخبر) أي: خبر المبتدأ (و) هي (موصولة عند الأخفش) وما بعدها صلة (والخبر) أي: خبر ½مَا¼ الموصولةِ الواقعةِ مبتدأً (محذوف) والتقدير ½والذي أحسن زيداً شيء عظيم¼, وهي استفهامية عند الفرّاء وما بعدها خبرها, أي: أيّ شيء جعل زيداً ذا حُسن (و½به¼) في ½أفعل به¼, أي: الضمير المجرور فيه (فاعل) للفعل الذي قبله (عند سيبويه) والباء زائدة لازمة كما في قوله تعالى ﴿فَكَفَىٰ بِٱللَّهِ﴾ [يونس:٢٩] (فلا ضمير في ½أَفْعِلْ¼) عند سيبويه, والهمزة للصيرورة كـ½ألبن¼ و½أثمر¼, فيكون معنى ½أحسن بزيد¼: صار زيد ذا حسن (و) ½به¼ (مفعول عند الأخفش, والباء) فيه (للتعدية أو زائدةٌ ففيه) ففي الفعل (ضمير) هو فاعله, والتقدير: أحسن أنت بزيد أو زيداً, أي: اجعله حَسَناً بمعنى صِفْه به, واعلم أنّ هذه التقديرات كلَّها باعتبار الأصل, أما بعد النقل فصار كالعلم لإنشاء التعجب, والإعراب بحسب التركيب السابق


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

257