عنوان الكتاب: الكافية مع شرحه الناجية

وقيل يكون في الماضي للإثبات وفي المستقبل كالأفعال تمسكا بقوله تعالى ﴿وَمَا كَادُواْ يَفۡعَلُونَ﴾ وبقول ذي الرمة شعر إذا غير الهجر المحبين لم يكد ÷ رسيس الهوى من حب مية يبرح والثالث طفق وكرب وجعل وأخذ وهي مثل كاد وأوشك

منه في وقت مّا, وقوله تعالى ﴿فَذَبَحُوهَا﴾ يدلّ على ثبوت الذبح بعد انتفائه وانتفاء القرب منه, ولا تناقض بين انتفاء الشيء في وقت وثبوته في وقت آخر (وقيل) نفي ½كاد¼ وما يشتق منه (يكون في الماضي للإثبات, وفي المستقبل كـ) سائر (الأفعال) في إفادة أداة النفي نفيَ المضمون (تمسّكاً) أي: استدلالاً على القيل الأول (بقوله تعالى ﴿وَمَا كَادُواْ يَفۡعَلُونَ﴾ وقد عرفت كيفية التمسك والجواب عنه (و) تمسّكاً على القيل الثاني (بقول ذي الرمّة شعر إذا غيّر الهجر المحبين لم يكد ÷ رسيس الهوى من حبّ ميّة يبرح) وجه التمسك أنّ البراح أي: الزوال منفيّ, فعلم أنّ النفي في المستقبل كسائر الأفعال, لكنه لا يعلم أنّ النفي في الماضي للإثبات فليس التقريب بتام, ولا يقوم حجّة على القول الأصحّ نعم! ينتهض نقضاً على القيل الأول, ثم الهَجر بالفتح نقيض الوصل, والرسيس الشيء الثابت والإضافةُ من قبيل ½جرد قطيفة¼, وميّة بفتح الميم والياء المشدّدة اسم الحبيبة, وقوله ½من حب مية¼ بيان الهوى, ويبرَح أي: يزال, من برِح يبرَح, يصف نفسه فيقول: إنّ الفراق عن المحبوبة إذا غيّر المحبّين عمّا كانوا عليه من الحبّ فحالي بالنسبة إلى ميّة على خلاف حالهم فإنّ الهوى الثابت الذي هو حبّ ميّة لم يقرب من الزوال فضلاً عن أن يزول, موضع الاستشهاد فيه ½لم يكد يبرح¼ حيث أراد بالنفي الداخل على ½يكاد¼ انتفاء قرب رسيس الهوى عن الزوال, كما في قوله تعالى ﴿لَمۡ يَكَدۡ يَرَىٰهَا﴾ [النور:٤٠] أي: إذا أخرج يده إلى الظلمات لم يقرب أن يرى تلك اليد لكثرة الظلمات وتراكمها, شبه أعمال الكفرة بالظلمات المتراكمة (و) القسم (الثالث) وهو ما وضع لدنو الخبر شروعاً (½طفق¼) بمعنى أخذ في الفعل, من حد ½سمع¼ و½ضرب¼, ويلحق بـ½طفق¼: ½علق¼ و½أنشأ¼ و½هبّ¼ نحو ½علقت أكتب¼ و½أنشأت أعرب المكنون¼ و½هببت ألوم القلب في اتباع الهوى¼ (و½كرب¼) بمعنى ½قرب¼ من حد ½نصر¼ (و½جعل¼) بمعنى ½طفق¼ (و½أخذ¼) بمعنى ½شرع¼ (وهي) أي: هذه الأفعال الأربعة (مثل ½كاد¼) فيقتضي كل واحد منها اسماً وخبراً وخبره فعل مضارع بغير ½أنْ¼ نحو ½طفق الطفل يبكي¼ و½كرب المال ينفد¼ و½جعل الناس يفترقون¼ و½أخذ المطر ينزل¼, قال الله تعالى ﴿وَطَفِقَا يَخۡصِفَانِ﴾ [طه:١٢١] (و½أوشك¼)


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

257