تقول عسى زيد أن يخرج وعسى أن يخرج زيد وقد يحذف ½أن¼ والثاني ½كاد¼ تقول كاد زيد يجيء وقد تدخل ½أن¼ وإذا دخل النفي على كاد فهو كالأفعال على الأصح وقيل يكون للإثبات مطلقا
على الوجهين أحدهما أن يكون بعده اسم ثم فعل مضارع مع ½أنْ¼ الاستقباليةِ, وهو على هذا الوجه ناقص لا يتمّ بالمرفوع (تقول ½عسى زيد أن يخرج¼) فـ½زيد¼ اسم ½عسى¼ و½أن يخرج¼ في محل النصب على الخبرية, أي: عسى زيد الخروج, فدنو الخروج لزيد مرجو للمتكلم (و) الثاني أن يكون بعده مضارع مع ½أَنْ¼ فاستغني عن الخبر تقول (½عسى أن يخرج زيد¼) فإن أقمتَه مقام المرفوع والمنصوب فأيضاً ½عسى¼ ناقص, وإن اقتصرتَ على المرفوع فهو تامّ (وقد يحذف ½أنْ¼) عن الفعل المضارع في الوجه الأول دون الوجه الثاني كقول هدنة بن الحشرم ÷ عسى الكرب الذي أمسيت فيه ÷ يكون ورائه فرح قريب ÷ الأصل: ½أن يكون إلخ¼ (و) القسم (الثاني) وهو ما وضع لدنو الخبر حصولاً (½كاد¼) بمعنى ½قارب¼, من حد ½سمع¼, وهو فعل ناقص التصرف لم يأت منه إلاّ الماضي والمضارع, واويّ عند الأصمعي ويائيّ في الأشهر, وخبره بغير ½أن¼, ويلحق به ½قرب¼ و½أولى¼ و½هلهل¼ نحو ½قرب زيد يجئ¼ و½أولى بكر يقرأ¼ و½هلهل عمرو يذهب¼ (تقول ½كاد زيد يجيء¼) فـ½زيد¼ اسم ½كاد¼ و½يجئ¼ في محل النصب على الخبرية, أي: قارب زيد المجيء, فدنو المجيء حاصل في نفس الأمر (وقد تدخل ½أنْ¼) على خبر ½كاد¼ تقول ½كادت الشمس أن تغرب¼ (وإذا دخل النفي على ½كاد¼) أو ½يكاد¼ (فهو كالأفعال) أي: فـ½كاد¼ مثل سائر الأفعال في إفادة النفي نفيَ المضمون, يعني كما أنّ أداة النفي تفيد نفي المضمون في باقي الأفعال كذلك تفيده في ½كاد¼ (على) القول (الأصح) نحو قوله تعالى ﴿ظُلُمَٰتُۢ بَعۡضُهَا فَوۡقَ بَعۡضٍ إِذَآ أَخۡرَجَ يَدَهُۥ لَمۡ يَكَدۡ يَرَىٰهَا﴾ [النور:٤٠] ولا يصح أن يحمل في هذه الآية على الإثبات؛ لأن المقصود بيان شدّة الظلمة وهو بانتفاء الرؤية والقربِ لا بإثباتها (وقيل) نفيُ ½كاد¼ (يكون للإثبات مطلقاً) أي: سواء كان ماضياً أو مستقبلاً نحو قوله تعالى ﴿وَمَا كَادُواْ يَفۡعَلُونَ﴾ [البقرة:٧١] لأن المراد إثبات الذبح لا نفيه بدليل قوله تعالى ﴿فَذَبَحُوهَا﴾ فإنه يدلّ على حصول الذبح, فلو كان المراد من قوله تعالى ﴿وَمَا كَادُواْ يَفۡعَلُونَ﴾ نفيَ القرب من الذبح الذي يستلزم انتفاء الذبح على الوجه الأبلغ لزم التناقض, وجوابه أنّ قوله تعالى ﴿ وَمَا كَادُواْ يَفۡعَلُونَ ﴾ يدلّ على انتفاء الذبح والقربِ