عنوان الكتاب: الكافية مع شرحه الناجية

ثبوت خبرها لفاعلها ومن ثم احتاج إلى كلام لأنه ظرف وليس لنفي مضمون الجملة حالا وقيل مطلقا ويجوز تقديم أخبارها كلها على أسمائها وهي في تقديمها عليها على ثلاثة أقسام قسم يجوز وهو من كان إلى راح وقسم لا يجوز وهو ما في أوله ½ما¼ خلافا لابن كيسان في غير ½مادام¼

ثبوت خبرها) أي: خبر ½مادام¼, والجار والمجرور متعلِّق بـ½توقيت¼ (لفاعلها) أي: لاسم ½مادام¼, والجار والمجرور متعلِّق بـ½ثبوت¼؛ وذلك لأنّ ½ما¼ فيها مصدرية فهي مع ما بعدها في تاويل المصدر بمعنى الدوام ويقدّر قبلها زمان, فلا بدّ من كلام تامّ قبله ليتعلق الظرف به, وإليه أشار بقوله (ومن ثمّ) أي: من أجل أنّ ½ما دام¼ للتوقيت المذكور والظرفيةِ (احتاج) ½مادام¼ لصحة التلفظ به (إلى) وجود (كلام) أي: جملة تامّة قبله ليتعلّق بها كـ½اجلس¼ في قولك: ½اجلس مادام زيد جالساً¼, فلا يجوز أن يقال ½مادام زيد جالساً¼ (لأنه) أي: لأن ½ما دام¼ مع اسمه وخبره (ظرف) ولا بدّ للظرف من متعلَّق (و½ليس¼ لنفي مضمون الجملة حالاً) أي: في زمان الحال نحو ½ليس زيد جالساً¼ أي: جلوسه منتفٍ الآنَ (وقيل) هي لنفي مضمون الجملة (مطلقاً) أي: لا يختصّ بشئ من الأزمنة الثلاثة, ولذلك يتقيّد نفيها بجميع الأزمنة نحو قوله تعالى ﴿أَلَا يَوۡمَ يَأۡتِيهِمۡ لَيۡسَ مَصۡرُوفًا﴾ [هود:٨] ونحو ½ليس خلق الله تعالى مثله¼, وهذا مذهب سيبويه (ويجوز تقديم أخبارها) أي: تقديم أخبار الأفعال الناقصة (كلِّها) أي: جميع الأخبار (على أسمائها) قال الله تعالى ﴿وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ﴾ [الإخلاص:٤] ويجوز في قوله تعالى ﴿فَمَا زَالَت تِّلۡكَ دَعۡوَىٰهُمۡ﴾ [الأنبياء:١٥] أن يكون ½تلك¼ اسماً و½دعوهم¼ خبراً وعكسه, وهذا إذا لم يقتضِ مقتضٍ وجوبَ التقديم أو التأخير نحو ½من كان أخوك¼ و½صار عدوي صديقي¼ (وهي) أي: الأفعال الناقصة (في تقديمها) أي: في جواز تقديم الأخبار (عليها) أي: على الأفعال الناقصة (على ثلاثة أقسام, قسم يجوز) تقديم أخبارها عليها (وهو من ½كان¼ إلى ½راح¼) وهي أحدَ عشرَ فعلاً (وقسم لا يجوز) تقديم أخبارها عليها (وهو ما) أي: فعل (في أوّله ½ما¼) نافية كانت كما في ½ما زال¼ و½ما انفك¼ و½ما فتئ¼ و½ما برح¼ أو مصدرية نحو ½ما دام¼ (خلافاً لابن كَيْسَان) فإنه يجوّز تقديم الأخبار على الأفعال في هذا القسم أيضاً, وهذا الخلاف منه إنما (في غير ½مادام¼) فإن تقديم


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

257