عنوان الكتاب: الكافية مع شرحه الناجية

فترفع الأوّل وتنصب الثاني مثل كان زيد قائما فـ½كان¼ تكون ناقصة لثبوت خبرها ماضيا دائما أو منقطعا وبمعنى صار ويكون فيها ضمير الشان وتكون تامة بمعنى ثبت وزائدة وصار للانتقال

كما في ½كان زيد قائماً¼, وانتقالٍ كما في ½صار زيد غنيًّا¼, ودوامٍ كما في ½مازال أو ما انفك أو ما فتِئ أو ما برح زيد نائماً¼, وتوقيتٍ كما في ½مادام زيد جالساً¼, ونفيٍ كما في ½ليس زيد شاعراً¼, فالمقصود من قولنا ½صار زيد غنيًّا¼ كون الغناء منتقَلاً إليه وإن لزم منه كون زيد منتقِلاً أيضاً, وقس على ذلك (فترفَع) الفاء عاطفة, أي: فترفع هذه الأفعال الجزءَ (الأول) من الجملة الاسمية وهو المبتدأ؛ لصيرورته فاعلاً اصطلاحيًّا بناءً على أنّ الفعل لا بدّ له من فاعل لفظيّ, ولذا لم يعدّ المصـ اسمها في المرفوعات على حدة (وتنصِب) الجزءَ (الثاني) وهو الخبر؛ لصيرورته مشبَّهاً بالمفعول به؛ لأن الفعل المتعدّي كما لا يتمّ معناه بدون المفعول به كذلك لا يتمّ معاني هذه الأفعال بدون أخبارها (مثل ½كان زيد قائماً¼) فأفادت ½كان¼ أنّ زيداً ثابت على صفة القيام في الزمان الماضي, وهي رفعت زيداً ونصبت قائماً, (فـ½كان¼) الفاء للتفصيل, أي: فكلمة ½كان¼ (تكون ناقصة) كائنة (لثبوت خبرها) أي: للدلالة على تحقّق خبرها لاسمها (ماضياً) مفعول مطلق, أي: ثبوتاً ماضياً, أي: كائناً في الزمان الماضي (دائماً) من غير دلالة على عدم سابق ولا على انقطاع لاحق نحو قوله تعالى ﴿وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا﴾ [النساء:١٠٠] (أو) ماضياً (منقطعاً) نحو قوله تعالى ﴿وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَآءٗ فَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِكُمۡ﴾ [آل عمران:١٠٣] (و) تكون ناقصة (بمعنى ½صار¼) كقوله تعالى ﴿أَبَىٰ وَٱسۡتَكۡبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ﴾ [البقرة:٣٤] أي: صار منهم, وإليه أشار المجدد الأعظم الإمام الأفخم الإمام أحمد رضا خان عليه رحمة الرحمن في ترجمة القرآن المسمّاة بـ½كنز الإيمان¼ بقوله ½اور کافروں میں سے ہو گیا¼ (ويكون فيها) أي: في ½كان¼ الناقصة (ضمير الشان) وهو اسمها, والجملة الواقعة بعدها تكون خبراً مفسِّراً للضمير كقول الشاعر ÷ إذا مِتُّ كان الناسُ صِنفانِ شامِتٌ ÷ وآخر مُثْنٍ بالذي كُنْتُ أَصْنَعُ ÷ بخلاف ما عداها من الأفعال الناقصة فإنه لا يكون فيها ضمير الشان إلاّ ½ليس¼ (وتكون) ½كان¼ (تامة بمعنى ½ثبت¼) و½وجد¼ قال الله تعالى ﴿أَرَادَ شَيۡ‍ًٔا أَن يَقُولَ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ﴾ [يس:٨٢] وقال تعالى ﴿وَإِن كَانَ ذُو عُسۡرَةٖ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيۡسَرَةٖ﴾ [البقرة:٢٨٠] ونحو ½كان الله ولم يكن غيره¼ (و) تكون ½كان¼ (زائدة) لتحسين اللفظ نحو قوله تعالى ﴿كَيۡفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي ٱلۡمَهۡدِ صَبِيّٗا﴾ [مريم:٢٩] وقولُه تعالى ﴿ لِمَن كَانَ لَهُۥ قَلۡبٌ ﴾ [ق:٣٧] يتوجه على الوجوه الأربعة (و½صار¼ للانتقال) نحو ½صار زيد عالماً¼ أي: انتقل من الجهل إلى العلم, و½صار الخمر خلاًّ¼,


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

257