عنوان الكتاب: الكافية مع شرحه الناجية

وأصبح وأمسى وأضحى لاقتران مضمون الجملة بأوقاتها وبمعنى صار وتكون تامة وظل وبات لاقتران مضمون الجملة بوقتيهما وبمعنى صار وما زال وما برح وما فتئ وما انفك لاستمرار خبرها لفاعلها مذ قبله ويلزمها النفي وما دام لتوقيت أمر بمدة

و½صار الحمار ملحاً¼, و½صار الطين خزفاً¼, و½صار الماء هواءً¼ (و½أصبح¼ و½أمسى¼ و½أضحى¼ لاقتران مضمون الجملة) الواقعة بعدها (بأوقاتها) التي تدلّ عليها هذه الأفعال بموادِّها, وهي الصباح والمساء والضحى نحو ½أصبح زيد صائماً¼ أي: صام زيد في وقت الصباح, و½أمسى خالد محزوناً¼ و½أضحٰى بكر مصلياً¼ (و) تكون هذه الأفعال الثلاثة (بمعنى ½صار¼) من غير اعتبار أوقاتها نحو ½أصبح أو أمسى أو أضحٰى زيد غنياً¼ أي: صار غنياً (وتكون) هذه الأفعال الثلاثة (تامّة) بمعنى الدخول في أوقاتها نحو قوله تعالى ﴿فَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ حِينَ تُمۡسُونَ وَحِينَ تُصۡبِحُونَ﴾ [الروم:١٧] أي: حين تدخلون في المساء وحين تدخلون في الصباح (و½ظل¼ و½بات¼ لاقتران مضمون الجملة بوقتيهما) الذَّينِ تدلاّنِ عليهما بموادِّهما, وهما جميع النهار وجميع الليل نحو قوله تعالى ﴿يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمۡ سُجَّدٗا﴾ [الفرقان:٦٤] أي: ثبت لهم السجود لربهم في جميع ليلهم (و) تكونان (بمعنى ½صار¼) نحو قوله تعالى ﴿ظَلَّ وَجۡهُهُۥ مُسۡوَدّٗا﴾ [الزخرف:١٧] وقال عليه الصلاة والسلام ½أين باتت يده¼, و½آض¼ و½عاد¼ و½غدا¼ و½راح¼ ناقصة إذا كانت بمعنى ½صار¼, وتامّة في مثل قولك ½آض أو عاد زيد من سفره¼ أي: رجع, و½غدا زيد¼ أي: مشى في وقت الغداة, و½راح زيد¼ أي: مشى في وقت الرواح, وإنما لم يذكر هذه الأفعال في التفصيل مع ذكرها في الإجمال؛ لأنها من الملحقات فذكرها في الإجمال لكونها ناقصة في الجملة, وتركها في التفصيل لعدم الاعتداد بها لكونها ملحقات وإن صارت في الاستعمال ناقصة, بخلاف ½آل ورجع واستحال وتحوّل وارتدّ¼؛ فإنها ملحقات مطلقاً فتركها مطلقاً (و½ما زال¼) أجوف واوي كـ½خاف¼ (و½ما برح¼) من ½سمع¼ بمعنى ½مازال¼ (و½ما فتئ¼ و½ما انفك¼ لاستمرار خبرها لفاعلها) أي: لاسمها (مُذْ قَبِلَه) أي: من وقتٍ قَبِل الفاعلُ الخبرَ فيه, متعلِّق بالاستمرار (ويلزمها) أي: هذه الأفعالَ الأربعةَ (النفيُ) ليفيد الاستمرار؛ لأن معنى هذه الأفعال النفي فدخول النفي عليها يدلّ على الإثبات نحو قوله تعالى ﴿فَلَنۡ أَبۡرَحَ ٱلۡأَرۡضَ حَتَّىٰ يَأۡذَنَ لِيٓ أَبِيٓۤ﴾ [يوسف:٨٠] وقد يحذف حرف النفي لفظاً كقوله تعالى ﴿تَٱللَّهِ تَفۡتَؤُاْ تَذۡكُرُ يُوسُفَ﴾ [يوسف:٨٥] أي: لا تفتؤ (و½ما دام¼ لتوقيت أمر) أي: لجعله مؤقّتاً (بمدّة


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

257