وهو من الثلاثي المجرد سماع ومن غيره قياس ويعمل عمل فعله ماضيا وغيره إذا لم يكن مفعولا مطلقا ولا يتقدم معموله عليه ولا يضمر فيه ولا يلزم ذكر الفاعل ويجوز إضافته إلى الفاعل وقد يضاف إلى المفعول وإعماله باللام قليل
بأن يكون الفعل مشتقًّا منه, احتراز عن الجميع, ولو أريد اشتقاق الفعل منه حقيقة أو تقديراً يدخل في التعريف أسماء المصادر (وهو) أي: المصدر (من الثلاثي المجرد سماع) أي: سماعي, أي: يحفظ كما سُمع من العرب ولا يقاس عليه, ويرتقي عدده إلى ثلاثين ونيف (ومن غيره) أي: من غير الثلاثي المجرد (قياس) أي: قياسي, أي: من شأنه أن يَثبُت من غير سماع بالقياس على ما سُمع كأن تقول كل ما كان ماضيه على ½أَفْعَلَ¼ فمصدره على ½إِفْعَال¼ إلى غير ذلك (ويعمل) المصدر (عملَ فعله) الذي اشتقّ من ذلك المصدر سواء كان المصدر (ماضياً) نحو ½سرّني تاديب زيد بكراً أمس¼ و½أعجبني ذهاب زيد¼ (وغيرَه) أي: غير ماض, مستقبلاً كان أوحالاً نحو ½يُعْجِبك رؤية خالد بكراً غداً أو الآن¼ و½يعجبني مجيء راشد غداً أو الآن¼ (إذا لم يكن) المصدر (مفعولاً مطلقاً) أي: عملُ المصدر عملَ فعله إنما إذا لم يكن مفعولاً مطلقاً فإنّ العمل حينئذ للفعل (ولا يتقدم معموله) أي: معمول المصدر (عليه) أي: على المصدر العامل فيه؛ لكونه حين العمل بتقرير الفعل مع ½أن¼, و½أن¼ موصول وما بعدها صلة ولا يتقدم ما في حيز الصلة على الموصول, فلا يقال ½أعجبني زيدٌ ضربُ بكراً¼, والأوجه جوازُ ذلك في الظرف والجار والمجرور كما في قوله تعالى ﴿وَلَا تَأۡخُذۡكُم بِهِمَا رَأۡفَةٞ﴾ [النور:٢] (ولا يضمر) معمول المصدر (فيه) أي: في المصدر, أي: لا يكون الضمير مستتراً في المصدر بخلاف البارز نحو ½ضربي زيداً ليس بحسن¼ (ولا يلزم ذكر الفاعل) أي: لا يجب ذكر فاعل المصدر, فلك الخيار في ذكره وحذفه تقول ½عجبت من ضربٍ زيداً¼ (ويجوز إضافته) أي: إضافة المصدر (إلى الفاعل) نحو ½أعجبني شربك ماءً¼, وهو أكثر من إضافته إلى المفعول كما يشير إليه قوله (وقد يضاف) المصدر (إلى المفعول) أي: إلى مفعوله إذا قامت قرينة على كونه مفعولاً, والمراد بالمفعول أعمّ من أن يكون مفعولاً به أو ظرفاً أو مفعولاً له نحو ½ضربُ اللِصِّ الجلادُ¼ و½ضربُ يومِ السبت¼ و½ضربُ التأديبِ¼ (وإعماله) أي: إعمال المصدر حال كونه مقروناً (باللام) أي: إعمال المصدر المعرف باللام (قليل) أي: جائز على قلة, وورد في القرآن الكريم إعماله بمقارنة حرف الجرّ نحو قوله تعالى ﴿ لَّا يُحِبُّ ٱللَّهُ