عنوان الكتاب: كتاب الآداب من رياض الصالحين

شَتَمَنِي. قَالَ: إنَّ هذِهِ الصَّلاَةَ لاَ يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلامِ النَّاسِ[1] إنَّمَا هِيَ التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ، وَقِراءةُ القُرْآنِ، أَوْ كَمَا قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلتُ: يَا رسول الله، إنّي حَدِيثُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ،[2] وَقَدْ جَاءَ اللهُ بِالإسْلاَمِ، وَإنَّ مِنّا رِجَالاً يَأتُونَ الْكُهّانَ؟[3] قَالَ: فَلاَ تَأتِهِمْ[4] قُلْتُ: وَمِنّا رِجَالٌ يَتَطَيَّرُونَ؟[5] قَالَ: ذَاكَ شَيْء يَجِدُونَهُ في صُدُورِهِمْ[6] فَلاَ يَصُدَّنَّهُمْ.[7] رواه مسلم.[8]


 



[1]     هذا نص صريح على تحريم الكلام في الصلاة، سواء كان عامدا أو ناسيا لحاجة أو غيرها وسواء كان لمصلحة الصلاة أو غيرها فإن احتاج إلى تنبيه إمام ونحوه سبّح إن كان رجلا وصفقت إن كانت امرأة. (نووي)

[2]     أي قريب عهد بكفر (ارشاد الساري) قال العلماء: الجاهلية ما قبل ورود الشرع، سموا جاهلية؛ لكثرة جهالاتهم وفحشهم. (نووي)

[3]     بضم الكاف وتشديد الهاء جمع كاهن. (شرح ابي داود للعيني) قال الخطابي رحمه الله تعالى: والفرق بين العرّاف والكاهن أن الكاهن انما يتعاطى الأخبار عن الكوائن في المستقبل ويدعي معرفة الأسرار والعرّاف يتعاطى معرفة الشيء المسروق ومكان الضالة ونحوهما. (نووي)

[4] قال العلماء: إنّما نهي عن إتيان الكهان لأنهم يتكلمون في مغيبات قد يصادف بعضها الإصابة فيخاف الفتنة على الإنسان بسبب ذلك لأنهم يلبسون على الناس كثيرا من أمر الشرائع، وقد تظاهرت الأحاديث الصحيحة بالنهي عن إتيان الكهان وتصديقهم فيما يقولون وتحريم ما يعطون من الحلوان وهو حرام بإجماع المسلمين. (نووي)

[5]     في النهاية الطيرة بكسر الطاء وفتح الياء وقد تسكن هي التشاؤم بالشيء. (مرقاة المفاتيح)

[6]     يعني هذا وهم ينشأ من نفوسهم ليس له تأثير في اجتلاب نفع أو ضر وإنما هو شيء يسوله الشيطان ويزينه حتى يعملوا بقضيته ليجرهم بذلك إلى اعتقاد مؤثر غير الله تعالى وهو كفر صُراح بإجماع العلماء. (مرقاة المفاتيح)

[7]     قال العلماء: معناه أنّ الطيرة شيء تجدونه في نفوسكم ضرورة ولا عتب عليكم في ذلك فانه غير مكتسب لكم فلا تكليف به ولكن لا تمتنعوا بسببه من التصرف في أموركم فهذا هو الذي تقدرون عليه وهو مكتسب لكم فيقع به التكليف فنهاهم صلى الله عليه وسلم عن العمل بالطيرة والامتناع من تصرفاتهم بسببها، وقد تظاهرت الاحاديث الصحيحة في النهي عن التطير والطيرة هي محمولة على العمل بها لا على ما يوجد في النفس من غير عمل على مقتضاه عندهم. (نووي)

[8]     إفادات: فيه دليل على جواز الفعل القليل في الصلاة وأنه لا تبطل به الصلاة وأنه لا كراهة فيه إذا كان لحاجة. وفيه بيان ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم من عظيم الخلق الذي شهد الله تعالى له به ورفقه بالجاهل ورأفته بأمته وشفقته عليهم وفيه التخلق بخلقه صلى الله عليه و سلم في الرفق بالجاهل وحسن تعليمه واللطف به وتقريب الصواب إلى فهمه. (نووي)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

122