وعن أَبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: لَمْ يَبْقَ مِنَ النُّبوَّةِ إِلاَّ المُبَشِّرَاتِ[1] قالوا: وَمَا المُبَشِّرَاتُ؟ قَالَ: الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ.[2] رواه البخاري.
وعنه: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ[3] لَمْ تَكَدْ رُؤيَا المُؤْمِنِ تَكْذِبُ، وَرُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأرْبَعِينَ جُزْءاً مِنَ النُّبُوَّةِ. متفقٌ عَلَيْهِ.
وفي رواية: أصْدَقُكُمْ رُؤْياً، أصْدَقُكُمْ حَدِيثاً.
وعنه، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ رَآنِي في المَنَامِ فَسَيَرَانِي في اليَقَظَةِ[4] أَوْ كَأنَّما رَآنِي في اليَقَظَةِ لاَ يَتَمَثَّلُ الشَّيْطَانُ بِي.[5] متفقٌ عَلَيْهِ.
وعن أَبي سعيدٍ الخدرِيِّ رضي الله عنه: أنَّه سَمِعَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، يقول: إِذَا رَأى أحَدُكُمْ رُؤياً يُحِبُّهَا، فَإنَّمَا هِيَ مِنَ اللهِ تَعَالَى، فَلْيَحْمَدِ اللهَ عَلَيْهَا،[6] وَلْيُحَدِّثْ بِهَا -وفي
[1] قال السيوطي: أي الوحي منقطع بموتي ولا يبقى ما يعلم منه ما سيكون إلاّ الرؤيا، والتعبير بالمبشرات خرج مخرج الأغلب فإنّ من الرؤيا ما تكون منذرة وهي صادقة يريها الله للمؤمن رفقا به ليستعد لما يقع قبل وقوعها. (مرقاة المفاتيح)
[2] وهي ما فيه بشارة أو تنبيه عن غفلة وأمثال ذلك. (مرقاة المفاتيح)
[3] قال الخطابي وغيره: قيل: المراد إذا قارب الزمان أن يعتدل ليله ونهاره وقيل: المراد إذا قارب القيامة، والأول أشهر عند أهل غير الرؤيا وجاء في حديث ما يؤيد الثاني والله أعلم. (نووي)
[4] فيه أقوال أحدها: المراد به أهل عصره ومعناه أن من رآه في النوم ولم يكن هاجر يوفقه الله تعالى للهجرة ورؤيته صلى الله عليه و سلم في اليقظة عيانا والثاني معناه أنه يرى تصديق تلك الرؤيا في اليقظة في الدار الآخرة؛ لأنه يراه في الآخرة جميع أمته من رآه في الدنيا ومن لم يره والثالث يراه في الآخرة رؤية خاصته في القرب منه وحصول شفاعته ونحو ذلك والله أعلم. (نووي)
[5] أي لا يحصل له مثال صورتي ولا يتشبه بي، قالوا: كما منع الله الشيطان أن يتصور بصورته في اليقظة كذلك منعه في المنام لئلا يشتبه الحق بالباطل. (عمدة القاري)
[6] بأن يقول الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات؛ لأنّ المصطفى صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى ما يحبه قال ذلك. (فيض القدير)