وعن أَبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: خَيْرُ المَجَالِسِ أوْسَعُهَا.[1] رواه أَبُو داود بإسنادٍ صحيح عَلَى شرط البخاري.
وعن أَبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ جَلَسَ في مَجْلِسٍ، فَكَثُرَ فِيهِ لَغَطُهُ[2] فَقَالَ قَبْلَ أنْ يَقُومَ مِنْ مَجْلِسِهِ ذَلِكَ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إِلاَّ أنْتَ، أسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إلَيْكَ، إِلاَّ غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ في مَجْلِسِهِ ذَلِكَ. رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.
وعن أَبي بَرْزَة رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولُ بأَخَرَةٍ[3] إِذَا أرَادَ أنْ يَقُومَ مِنَ الْمَجْلِسِ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وبِحَمْدِكَ، أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إِلاَّ أنتَ أسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إليكَ فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رسولَ الله، إنَّكَ لَتَقُولُ قَوْلاً مَا كُنْتَ تَقُولُهُ فِيمَا مَضَى؟ قَالَ: ذَلِكَ كَفَّارَةٌ لِمَا يَكُونُ في المَجْلِسِ. رواه أَبُو داود، ورواه الحاكم أَبُو عبد الله في "المستدرك" من رواية عائشة رضي الله عنها وقال: صحيح الإسناد.
[1] بالنسبة لأهلها ويختلف ذلك باختلاف الأشخاص والأحوال والأزمان والبلدان لأنه أروح للجالس وأمكن في تصرفه من قيامه وقعوده والسير في أداء ما يستحق من التوسعة والإكرام. (فيض القدير)
[2] أي تكلم بما فيه إثم لقوله غفر له، وقال ابن الملك: أي كلام لا يفهم معناه، وقيل: لا فائدة فيه، وقال الطيبي: "اللغط" بالتحريك الصوت والمراد به الهزء من القول وما لا طائل تحته فكأنه مجرد الصوت العري عن المعنى. (مرقاة المفاتيح)
[3] أي في آخر جلوسه، ويجوز أن يكون في آخر عمره، قاله في النهاية. (دليل الفالحين)