وجب الإتيان بـ½من¼ فيهما؛ لئلا يلتبس المميز بمفعول ذلك الفعل المتعدي نحو قوله تعالى ﴿سَلۡ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ كَمۡ ءَاتَيۡنَٰهُم مِّنۡ ءَايَةِۢ بَيِّنَةٖ﴾ [البقرة:٢١١] وقوله تعالى ﴿وَكَمۡ أَهۡلَكۡنَا مِن قَرۡيَةِۢ﴾ [القصص:٥٨] (ولهما) أي: لـ½كم¼ الاستفهامية والخبرية (صدر الكلام) أي: يجب أن تقع في ابتداء الكلام الذي وقعت فيه كما ترى في الأمثلة المذكورة كلِّها (وكلاهما) أي: كلا النوعين لـ½كم¼ المفهومين من توصيف ½كم¼ بالخبرية والاستفهامية؛ فإن التقييد بالوصف يوجب النوعية, فإيراد ½كلا¼ بتأويلها بالمذكر, ولكنّ الأوفق للتعبير السابق حيث قال ½كم الاستفهامية كذا والخبرية كذا¼ أن يقول ½كلتاهما¼ (يقع) خبر لقوله ½كلاهما¼, والضمير المستكن راجع إلى ½كلا¼ وهو مفرد لفظاً ومثنّى معنى ويجوز مراعاة لفظه بأن يعامل معه معاملة المفرد, ومراعاة معناه بأن يعامل معاملة المثنّى كما صرّح في مغنى اللبيب, وقد عامل المصـ ههنا معاملة المفرد, فلا ضير فيه, وفيه نكتة لطيفة وهي أنّ الحكم الآتي ثابت لكل واحد من النوعين مع قطع النظر عن الآخر ولا دخل في ذلك للاثنينية كما في قوله تعالى ﴿كِلۡتَا ٱلۡجَنَّتَيۡنِ ءَاتَتۡ أُكُلَهَا﴾ [الكهف:٣٣], أي: يقع كل واحد منهما حال كونه (مرفوعاً ومنصوباً ومجروراً) وفَسّر وقوعَه مرفوعاً ومنصوباً ومجروراً بقوله (فكل ما) أي: كل نوع من نوعي ½كم¼ وقع (بعده فعل غير مشتغل عنه) أي: فعل لم يكن فارغاً عن العمل فيه بسبب تعلق ذلك الفعل (بضميره) أو بمتعلِّقه (كان منصوباً معمولاً على حسَبه) الضمير راجع إلى العمل المفهوم من قوله ½معمولاً¼, و½معمولاً¼ خبر بعد خبر لـ½كان¼, أي: على وفق عمل ذلك الفعل باعتبار المميِّز فإن كان المميِّز مفعولاً فيه كان ½كم¼ منصوباً على الظرفية نحو ½كم يوماً سرت¼ و½كم يوم صمت¼, وإن كان مفعولاً به كان منصوباً على المفعولية نحو ½كم رجلاً لقيت¼ و½كم رجل لقيت¼, وإن كان مفعولاً مطلقاً كان منصوباً على المصدرية نحو ½كم ضربة ضربت¼ و½كم ضربة ضربت¼, وإن كان خبراً لـ½كان¼ كان منصوباً بناء عليه نحو ½كم رجلاً كان من جاءك¼ و½كم رجل كان من حضرني¼ (وكل ما) أي: وكل نوع من نوعي ½كم¼ وقع (قبله حرف جرّ) نحو ½بكم درهماً اشتريت؟¼ و½بكم رجل مررت¼ (أو) قبله (مضاف) نحو ½غلام كم رجلاً ضربت؟¼ و½عبد كم رجل اشتريت¼ (فـ) هو (مجرور) بحرف الجر أو بالإضافة, ولا يخفى أنه إذا وقع قبل ½كم¼ حرف جر أو مضاف انتقل صدارتها إلى الجار والمضاف؛ لمكان الاتحاد والجزئية بين الجار