والتي تقع بعد الظن ففيها الوجهان و½لن¼ مثل لن أبرح ومعناها نفي المستقبل و½إذن¼ إذا لم يعتمد ما بعدها على ما قبلها وكان الفعل مستقبلا مثل إذن تدخل الجنة وإذا وقعت بعد الواو والفاء فالوجهان و½كي¼ مثل أسلمت كي أدخل الجنة ومعناها السببية
السين و½لا¼ في أول المضارع؛ لأن ½أن¼ المخفّفة من المثقّلة لا تدخل الفعلَ إلاّ إذا كان في أوله السين أو ½سوف¼ أو ½قد¼ أو حرف نفي من ½لم¼ و½لا¼ و½لن¼؛ ليكون كالعوض من أحد نوني ½أنّ¼, ولذلك تسمّى هذه الحروف ½حروف التعويض¼, وإليه أشار بتعدد المثال (و) ½أنْ¼ (التي تقع بعد الظن) وما بمعناه كالحسبان (ففيها الوجهان) أحدهما أن تكون ½أنْ¼ مخففة من المثقلة, والثاني أن تكون مصدريّة, ولذلك قرئ قوله تعالى ﴿وَحَسِبُوٓاْ أَلَّا تَكُونَ﴾ [المائدة:٧١] بالنصب والرفع, والتي تقع بعد غيرهما من الرجاء والطمع والخشية والخوف والشك والوهم والإعجاب فهي مصدرية لا مخفّفة نحو ½رجوت أن لا تفعلَ¼ و½خشيت أن لا ترجعَ¼ (و) مثال (½لن¼ مثل ½لن أبرحَ¼) البروح ½جدا شدن از جائي¼ (ومعناها) أي: معنى ½لن¼ (نفي المستقبل) أي: تنفي في المستقبل نفياً مؤكَّداً ولا يفيد التأبيدَ وإلاّ يلزم التناقض في قوله تعالى ﴿ فَلَنۡ أَبۡرَحَ ٱلۡأَرۡضَ حَتَّىٰ يَأۡذَنَ لِيٓ أَبِيٓۤ﴾ [يوسف:٨٠] لأن ½حتى يأذن¼ يقتضي الانتهاء فبينهما تناف, ويكون ذكر الأبد في قوله تعالى ﴿وَلَن يَتَمَنَّوۡهُ أَبَدَۢا﴾ [البقرة:٩٥] تكرارا والأصل عدمه (و½إذن¼) ينتصب المضارع بها (إذا لم يعتمد ما بعدها على ما قبلها) أي: إذا لم يكن ما بعد ½إذن¼ خبراً للمبتدأ السابق نحو ½أنا إذن أكرمُك¼ ولا جزاءً للشرط السابق نحو ½إن أتيتني إذن أكرمُك¼ ولا جواباً للقسم السابق نحو ½والله إذن أضربَنّ¼؛ فانها لا ينتصب المضارع بها في هذه الصور (وكان) عطف على قوله ½لم يعتمد¼ أي: ينتصب المضارع بها إذا لم يعتمد ما بعدها على ما قبلها وإذا كان (الفعل) الداخلةُ عليه ½إذنْ¼ (مستقبلاً) فهذا شرط آخر لعمل ½إذنْ¼ (مثل) قولك (½إذن تدخلَ الجنة¼) لمن قال: ½أسلمت¼, فإن فقُد أحد الشرطين أو كلاهما وجب في ما بعدها الرفع أو الجزم (وإذا وقعت) ½إذن¼ (بعد الواو و) بعد (الفاء فـ) في ما بعدها (الوجهان) أحدهما أن يكون مرفوعاً, والثاني أن يكون منصوباً كقوله تعالى ﴿وَإِذٗا لَّا يَلۡبَثُونَ خِلَٰفَكَ إِلَّا قَلِيلٗا﴾ [بني إسرائيل:٧٦] قرئ بالرفع والنصب (و) مثال (½كَيْ¼ مثل ½أسلمت كي أدخلَ الجنة¼, ومعناها) أي: معنى ½كَيْ¼ (السببيةُ) أي: كون ما قبلها سبباً لما بعدها ككون الإسلام سبباً لدخول الجنة في المثال المذكور, يعني يكون ما بعدها علّة غائيّة