بينها, وإنما لم يبيّن معنى ½إنّ¼ المكسورة والمفتوحة لشهرة كونهما للتأكيد, فالمكسورةُ لتأكيد النسبة التامّة والمفتوحة لتأكيد النسبة الإضافية المأخوذة من الاسم والخبر (لا تُغيِّر معنى الجملة) أي: لا تُخرِج الجملةَ عن كونها جملةً, وإنّما تُقرِّر مضمونَها (و½أنّ¼) المفتوحةُ (مع جملتها) أي: مع اسمها وخبرها, وتسميتهما جملة مجاز باعتبار ما كان, كما في قوله تعالى ﴿وَءَاتُواْ ٱلۡيَتَٰمَىٰٓ أَمۡوَٰلَهُمۡۖ﴾ [النساء:٢] (في حكم المفرد) بتاويل المصدر, فمعنى ½بلغني أنّ زيداً عالم¼: ½بلغني علمُ زيدٍ¼, فكلمة ½أنّ¼ تُخرِج الجملةَ عن الإسناد التامّ وتَجعلها مركّباً إضافيًّا كـ½أنْ¼ المصدريّةِ (ومِنْ ثَمّ) أي: ومن أجل أنّ ½إنّ¼ المكسورةَ لا تُغيِّر معنى الجملة و½أنّ¼ المفتوحةَ مع جملتها في حكم المفرد (وجب الكسر) في ½إنّ¼ إذا وقعت مع مدخولها (في موضع الجمل) وسدّت مسدّ الجملة, وسيجيء التفصيل (و) وجب (الفتح) في ½أنّ¼ إذا وقعت مع مدخولها (في موضع المفرد) والمراد بموضع الجمل موضع يقتضي الجملةَ وكذا موضع المفرد (فكُسِرتْ) كلمةُ ½إنّ¼ (ابتداءً) أي: في ابتداء الكلام بأن يكون ما بعدها كلاماً مستأنفاً لا يتعلَّق بما قبلها من حيث الإعراب سواء كان في ابتداء كلام المتكلّم نحو ½إنّ زيداً شاعر¼ أو في وسطه نحو ½أكرم زيداً إنّه فاضل¼, ونحو قوله تعالى ﴿أَلَآ إِنَّ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ﴾ [يونس:٦٢] ونحو ½نعم! إنّه عالم¼, ونحو قوله تعالى ﴿يَٰبَنِيَّ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰ لَكُمُ ٱلدِّينَ﴾ [البقرة:١٣٢], ونحو ½مرض فلان حتّى إنّه لا يرجى¼ (و) كُسِرت (بعد القولِ) ومشتقّاتِه نحو قوله تعالى ﴿قَالَ إِنَّهُۥ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌٞ﴾ [البقرة:٦٨] (و) بعد الاسم (الموصول) نحو ½الذي إنّك ضربتَه في الدار¼ (وفُتِحَتْ) ½أنّ¼ إذا وقعت مع اسمها وخبرها (فاعلةً) نحو ½بلغني أنّ هناك طبيباً¼ (ومفعولةً) نحو ½عرفت أنك ساحر¼, ولا يرد بقولك ½علمت إنّ زيداً لشاعر¼؛ لأنها مع جملتها ليست بمفعولة بل قائمة مقام المفعولين الذَينِ هما في الأصل جملة (ومبتدأً) نحو ½عندي أنّك كريم¼ (ومضافاً إليها) نحو ½يعجبني اشتهار أنك جاهل¼ (و) إنما فَتحوها بعد ½لَوْلاَ¼ الامتناعيّة و(قالوا ½لولا أنّك) منطلق انطلقت¼ (لأنه) أي: لأنّ ما بعد ½لولا¼ الامتناعيّةِ (مبتدأ) محذوفُ الخبرِ عند البصريين, فكأنه موضع لا يذكر فيه خبر المبتدأ فإذنْ لا تقع